كتب الصحافي العراقي قيس حسن على صفحته في الفيسبوك:
أبشع ما وصلنا إليه هو أن قتل الانسان تحول إلى مناسبة لبيان الرأي والموقف، اختفى الكائن الإنساني خلف ما يمثل هو من فكرة، هناك من يرضى بالقتل لأنه طال الخصم، وكأن الخصم هو حرف من فكر مكتوب لا باللغة بل بالاجساد، نعتقد أنه كلما اختفى جسد نقص شيئ من أفكار الخصم، وانتصرت فكرتنا. لابد أن تفنى أجساد الخصوم، هذا الوهم الكبير لا زال يغذي عقولنا وارواحنا. أو على الأقل عقول وارواح المصفقين.
أجساد القتلى غدت لافتات نكتب عليها ما نريد دون أن نلتفت لدم الضحية، لحجم خسارته، لفجيعة أحبته، للألم الذي يتركه فناءه، لمستقبلنا وسط الدم المسفوح يوميا.
لو اننا رفضنا القتل مهما كان الدافع ومهما كانت ( اللافتة) لما تحول الموت إلى لعبة نصفي من خلالها خصوماتنا. وأصبح هو الأداة الوحيدة في التعبير.
لقد اتخمنا موتا فمتى نترك مائدة الدم القبيحة هذه؟