بغداد (رويترز) –
قالت الشرطة ومتظاهر إن المحتجين أضرموا النار في مدخل ضريح بمدينة النجف المقدسة بجنوب العراق يوم السبت وإن قوات الأمن ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وذلك في تطور يهدد بمزيد من سفك الدماء بعد يوم هادئ.
وأرسل متظاهر تسجيل فيديو لرويترز يظهر اشتعال النار بمدخل ضريح الحكيم بينما يهلل المحتجون ويصورونه بهواتفهم المحمولة. ولم يتسن لرويترز التحقق من التسجيل على نحو مستقل.
جاء الحادث خلال واحد من أشد الأسابيع دموية في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت الشهر الماضي. ووعد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يوم الجمعة بالاستقالة والسعي لوقف العنف وتهدئة غضب الناس.
واستمرت المظاهرات في مواقع أخرى منها بغداد ومدينة الناصرية بجنوب العراق حيث حاصر المحتجون مركزا للشرطة.
وذكرت الشرطة أنه جرى الإبلاغ عن عدد قليل من الإصابات مقارنة باليومين السابقين عندما قتل عشرات بالعاصمة وبجنوب البلاد في اشتباكات مع قوات الأمن.
وجاءت استقالة عبد المهدي بعد ساعات من دعوة المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق الحكومة للتنحي لإنهاء الاضطرابات الدامية المستمرة على مدى أسابيع.
وتفاقمت الأزمة إثر إحراق القنصلية الإيرانية بالنجف يوم الأربعاء.
والاضطرابات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص معظمهم من المتظاهرين هي أكبر أزمة تواجه العراق منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية في 2014.
واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد المحتجين على مدى نحو شهرين وسقط عشرات القتلى في الأيام القليلة الماضية وبخاصة في مدينتي الناصرية والنجف بالجنوب.
وفي جنازة محتج قُتل هذا الأسبوع في النجف قال أحد المشيعين ”هذا الرجل كان يحتج حاملا علم العراق وزهرة، قُتل بالرصاص، مات فداء للأمة“.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء يوم السبت أن مجلس الوزراء وافق على استقالة عبد المهدي لكن لا يزال يتعين أن يسحب البرلمان دعمه له في جلسة تعقد يوم الأحد لتكون الاستقالة رسمية.
وورد في البيان ”أكد رئيس مجلس الوزراء… أن الحكومة بذلت كل ما بوسعها للاستجابة لمطالب المتظاهرين وتقديم حزم الإصلاحات… داعيا مجلس النواب إلى إيجاد الحلول المناسبة في جلسته المقبلة“.
وقال رئيس الوزراء في اجتماع الحكومة الذي أذاعه التلفزيون إن حكومته، بمن فيها هو، ستظل في السلطة بعد تصويت البرلمان حتى اختيار حكومة جديدة.
وقال عبد المهدي ”هذا أمر يجب أن نرى جانبه الإيجابي… نحن لم نعد حكومات دكتاتورية أو انقلابية حكومات تستقيل وزراء يستقيلون ويأتي غيرهم وهكذا أسلوب تداول السلطة في البلدان الديمقراطية“.
وأضاف أن الرئيس برهم صالح سيرشح رئيسا جديدا للوزراء ليطرح على البرلمان للموافقة عليه.
ورحب المحتجون العراقيون بالاستقالة لكنهم يقولون إنها ليست كافية ويطالبون بإصلاح نظام سياسي يرون أنه فاسد ويبقيهم في حالة فقر ويحجب عنهم أي فرص.