وكالة “بلومبيرغ”: كيف تتعامل السعودية مع شيعة المنطقة الشرقية و”إغلاق الطريق” على إيران؟

متابعة “ساحات التحرير”

وسط التوتر بين السعودية وإيران، يبدو أن السلطات في المملكة غيرت من سياستها تجاه مواطنيها الشيعة في محاولة لقطع الطريق على إيران لاستغلالهم، حسب تقرير لوكالة “بلومبيرغ”.

ووفقا للتقرير، يتزامن هذا التغير مع سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتأسيس دولة ترتكز على الهوية الوطنية.

مشهد من القطيف في المنطقة الشرقية بالسعودية

ويشكل الشيعة حوالي 15 في المئة من سكان السعودية، وإلى جانب السعودية يحظى الشيعة العرب أيضا بوجود في دول أخرى مثل العراق وسوريا والبحرين واليمن.

ولطالما اشتكى الشيعة في السعودية من التهميش وعدم السماح لهم بممارسة شعائرهم بحرية، وهي توترات لا تنفصل عن التوتر الأكبر القائم بين إيران وعدة دول سنية على رأسها السعودية، حسب التقرير.

وبلغ التوتر الطائفي داخل السعودية أوجه خلال مظاهرات واحتجاجات عنيفة بالمنطقة الشرقية قبل خمس سنوات، انتهت بإعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في عام 2016، مع عشرات آخرين أدينوا بالارهاب وإثارة الإضطرابات.

ونقلت “بلومبيرغ” عن مدرس علوم يعيش الآن في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية قوله إن الشيعة دائما ما كانوا يدفعون الثمن في كل مرة يحدث فيها توتر مع إيران.

لكن ذلك الوضع يشهد تغيرا وفقا لتقرير بلومبيرغ، فحسبما يقول مواطنون شيعة سعوديين في مدينة القطيف، تم تخفيف اللغة المعادية للشيعة في الفصول الدينية في منطقتهم، فيما تبذل جهود إضافية لإدراج عدد من الشيعة في برامج المنح الدراسية والتدريب فضلا عن إفساح المزيد من فرص العمل لهم.

ومن مظاهر التخفيف أيضا وجود نقطة تفتيش واحدة خارج القطيف مع غياب علامات على وجود أفراد أمن، بينما في الماضي كانت هناك أربعة نقاط أمنية على الأقل.

مدينة العوامية التي تعرضت في عام 2017 إلى حملة أمنية تسببت في هدم منازل وفرار كثير من السكان، شهدت بعد ذلك بعام خططا لإقامة منطقة جديدة في قلب المدينة بها مركز ثقافي ومعرض، في إطار خطط السعودية التنموية لمحاربة الإرهاب.

وفي الوقت نفسه، قامت الحكومة السعودية بالحد من أنشطة رجال الدين السنة المتطرفين الذين سيطروا على السياسات الدينية والاجتماعية والقانونية واستخدموا اللغة الأكثر انتقادا لوصف الشيعة واليهود والمسيحيين. كما أدخلت قانونا ضد خطاب الكراهية في أغسطس 2017 .

ووصف المدير المؤسس لمركز السياسة العالمية في واشنطن كامران بخاري هذه الإجراءات من جانب الحكومة السعودية بالاستراتيجية “لإننا اذا نفرنا الشيعة، فسوف يرتمون في أحضان إيران”.

وتقول امرأة شيعية في المنطقة الشرقية بأن هناك تحسنا في الأوضاع لكن الأمر “سيتسغرق بعض الوقت لتغيير عقلية الأشخاص الذين تربوا على كراهية الشيعة”. حسب بلومبيرغ.

وتحاول السعودية احتواء الأزمة في اليمن حاليا بإجراء مفاوضات مع الحوثيين المدعومين في إيران بهدف إنهاء الحرب الدائرة منذ سنوات.

وتتبنى السعودية مؤخرا نهجا إصلاحيا أكثر انفتاحا ضمن خطة ولي العهد محمد بن سلمان المعروفة باسم “رؤية 2030”.

 

Related Posts