كتب محرر الشؤون السياسية:
فعلت ما لم يفعله أي مسؤول عراقي حكومي أم برلماني، فلم تكتف بإصادر البيان تلو الآخر حول العنف في التعامل مع المتظاهرين، بل نزلت الى قلب المشهد العراقي الآن، ولا مركز يتميز بالحيوية ويمثل اللحظة العراقية الآن أكثر من ساحة التحرير.
الممثلةُ الخاصةُ للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت تجولت بين المتظاهرين في “ساحة التحرير” لا بل وصعدت في إحدى مركبات التكتك التي صارت علامة من علامات الاحتجاج في بغداد والعراق.
بلاسخارت أعربت بالأمس عن ادانتها الشديدة، لارتفاعَ عددِ الوفيات والإصابات خلال التظاهرات في العراق.
وأكدت بلاسخارت في بيان، ان أكثر ما يُثير القلق، هو استخدام الرصاص الحيّ ضد المتظاهرين، مما تَسبّبَ في أعدادٍ كبيرةٍ من الإصابات، مشددة على ضرورة حماية الأرواح.
المسؤولة الأممية أكدت في لقاءات جمعتها مع رئيس الجمهورية برهم صالح وغيره من القادة العراقيين على الحاجة الماسّة لإجراء حوارٍ وطنيٍّ، وإيجاد استجاباتٍ سريعةٍ وفاعلة، وإنهاء الحلقةُ المُفرغةُ من العنف، لافتة الى ان الأمم المتحدة تقفُ إلى جانبِ الشعبِ العراقي، ومستعدةٌ للمساعدةِ في اجراء الحوار.
هذا ما كان قد نوّه إليه رئيس الجمهورية مراراً إذ رأى في بلاسخارت مثالاً للحيوية السياسية والمسؤولية المهنية العالية حين شدد على التنسيق مع الأمم المتحدة في كل برامج الاصلاح السياسي المقترحة في البلاد.
نمطٌ آخر من الشخصيات الأممية في العراق تمثله بلاسخارت، نمطٌ بات على يقين من أن مفتاح الأزمات في البلاد هو مفتاح الشعب وارادته، ومن هنا كان اختياره أن تكون وسط شبابه في ساحة التحرير اليوم.