الصين “قلقة للغاية” من الحرب في أوكرانيا وتتعهّد “تعزيز الحوار”

بقلم لودوفيك اهرت

دعت الصين الثلاثاء إلى “تعزيز حوار السلام” في أوكرانيا، مؤكدة أنها “قلقة للغاية” من النزاع الذي “يتفاقم بل يخرج عن السيطرة”.

وتشكل الحرب في أوكرانيا ملفًا حساسًا بالنسبة لبكين التي تقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية منذ سنوات عديدة مع موسكو، تعززها المصلحة المشتركة المتمثلة في موازنة القوى مع واشنطن.

وتتبنى الصين موقفًا رسميًا محايدًا في الملف الأوكراني وتدعو إلى احترام سيادة الدول بما في ذلك أوكرانيا، وتحضّ المجتمع الدولي على الأخذ في الاعتبار مخاوف موسكو الأمنية.

وقبيل أيام من دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني في 24 شباط/فبراير، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن خشيته من أن تكون الصين تفكّر بتزويد روسيا بأسلحة، ما نفته بكين.

وقال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ خلال مؤتمر في بكين “لقد مرّ عام تقريبًا منذ أن شهدت الأزمة في أوكرانيا تصعيدًا عامًا”.

وأضاف أمام عشرات السفراء والدبلوماسيين الأجانب، “الصين قلقة للغاية من هذا النزاع الذي يتفاقم بل يخرج عن السيطرة”.

وتنظر بكين بحذر لعمليات تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وقال تشين غانغ “ندعو الدول المعنية إلى التوقّف في أسرع وقت ممكن عن صبّ الزيت على النار، وإلى التوقّف عن إلقاء اللوم على الصين”.

وأضاف “سنواصل تعزيز حوار السلام (…) وسنعمل مع المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار والتشاور، ومعالجة مخاوف كلّ الأطراف، والسعي لتحقيق الأمن المشترك”.

– “التوقّف عن إثارة الضجيج” –
وقارن تشين غانغ أيضًا بين أوكرانيا وتايوان، الجزيرة التي لا تنفكّ بكين تتعهّد استعادة السيطرة عليها، وبالقوة إذا لزم الأمر.

ودعا أيضًا “الدول المعنية” إلى “التوقّف عن إثارة الضجيج بصياحها +اليوم أوكرانيا، وغداً تايوان”، في ردّ على المخاوف من غزو عسكري صيني محتمل للجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.

وتابع “الضغوط ومحاولات احتواء الصين الآتية من الخارج، تصبح قوية أكثر فأكثر” و”تشكل تهديدًا جديًا لسيادة الصين وأمنها”.

وأكد أن “الصين لا تزال ملتزمة بمسار التنمية السلمية. لم تشرع قط في نزاع أو حرب، ولم تغزُ شبرًا واحدًا من أرض بلد آخر”.

– لقاء مع بوتين؟ –
في ما يخصّ أوكرانيا، أكدت بكين الأسبوع الماضي أنها ستعرض قريبًا مقترحاً للتوصّل إلى “حلّ سياسي” للنزاع الأوكراني.

ويُنتظر الثلاثاء وصول كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي إلى روسيا، في آخر محطة من جولة أوروبية له شملت فرنسا وإيطاليا والمجر وألمانيا.

وأعلن الكرملين الاثنين أن وانغ قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته، وفق ما أفادت وكالة أنباء “تاس” الروسية.

وتتزايد الضغوط الغربية على الصين التي لم تدعم يومًا الهجوم الروسي كما أنها لم تنتقده أبدًا، لكنّها أبدت مرات عديدة دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية.

وقال بلينكن الاثنين إن “تقديم دعم فتاك لروسيا لمساعدتها في حربها العدوانية في أوكرانيا ستترتب عنه عواقب حقيقية على علاقاتنا مع الصين … وسيطرح هذا مشكلة حقيقية للصين في علاقاتها مع العديد من الدول الأخرى، وليس فقط الولايات المتحدة”.

وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن تسليم الصين أسلحة إلى روسيا سيشكل “خطًا أحمر” بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين وصف الإثنين الاتهامات الأميركية بأنها “معلومات زائفة”. وقال إن “الولايات المتحدة هي التي ترسل أسلحة إلى ساحة المعركة بدون توقف وليست الصين”.

المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse

Related Posts