يخوض «أسود الرافدين»، الخميس، المباراة النهائية لخليجي 25 المقام حالياً في مدينة البصرة أمام المنتخب العُماني، وسط أجواء رائعة جداً شهدتها البطولة في الأيام الماضية، لاسيما من ناحية التفاعل الجماهيري الذي شكل أرقاماً غير مسبوقة في بطولات الخليج المنصرمة.
المنتخب العراقي، سيخوض النهائي الرابع في تاريخه؛ إذ خاض مباراة فاصلة في خليجي 4 في الدوحة عام 1976 والتي خسرها أمام المنتخب الكويتي بهدفين مقابل أربعة، ثم خاض مباراة فاصلة أخرى أمام المنتخب القطري عام 1984 في خليجي 7، وفاز فيها بركلات الجزاء الترجيحية بشكل غير مقنع، بعد أن أهدر ثلاثة من نجومه الكبار وهم حسين سعيد وعدنان درجال والراحل ناظم شاكر ثلاث ركلات ترجيحية، وكان يكفي المنتخب القطري تسجيل ركلة واحدة من ركلاته الثلاث المتبقية لكي يفوز بالبطولة، إلا أن القدر لعب دوره، حيث تمكن حارس مرمى المنتخب العراقي في حينها فتاح نصيف من رد ركلة واحدة، بينما تولى القائم رد الركلة الثانية، وذهبت الركلة الحاسمة إلى الخارج، ليحرز العراق البطولة.
وبعد أن تم اعتماد نظام البطولة الحالي عبر اللعب وفق نظام المجموعتين، تأهل المنتخب العراقي مرة واحدة للمباراة النهائية، وذلك في نهائي خليجي 21 الذي أقيم في البحرين في عام 2013، حيث واجه المنتخب الإماراتي وخسر بهدف مقابل هدفين بعد وقت إضافي، حيث تقدم المنتخب الإماراتي بهدف جميل جداً عن طريق نجمه «عموري»، ثم تمكن قائد المنتخب العراقي يونس محمود من معادلة النتيجة عبر هدف جميل جداً أيضاً، وبعد تمديد المباراة إلى شوطين إضافيين، استطاع إسماعيل الحمادي، حسم المباراة والبطولة لصالح الأبيض الإماراتي.
وسيحاول المنتخب العراقي في مباراة الخميس، تعويض ما فاته في خليجي 21 وخطف اللقب من المنتخب العُماني الشاب والطموح، فالمنتخب العراقي يبحث عن أمرين في آنٍ واحد، الأول هو خطف اللقب، لأنه إذا تحقق هذا الأمر، فإن الجيل الكروي الحالي سينهض بواقع الكرة ويعيده مرة أخرى إلى الواجهة الخليجية والعربية والآسيوية، بينما الأمر الثاني يتمثل في أن المنتخب العراقي يريد كسر الشراكة مع المنتخبين السعودي والقطري في مسألة إحراز اللقب الخليجي ثلاث مرات، فإذا حصل على لقب البطولة، فإنه سيقف بالمركز الثاني بعد المنتخب الكويتي الحاصل على اللقب عشر مرات، علماً بأن المنتخب العراقي غاب عن المشاركة في بطولة الخليج ثماني مرات، وانسحب مرتين، وبالتالي يكون غيابه الكامل عن هذه البطولة في عشر نسخ.
لكن ما يخشاه الجمهور العراقي على منتخب بلاده، هو تكرار الأخطاء الإدارية التي حصلت في خليجي 4 في الدوحة عام 1976 والتي أدت إلى فقدان لقب البطولة، وهذا الخطأ بدأ يظهر من جديد عبر تقديم وعود من قبل بعض المسؤولين العراقيين لتكريم اللاعبين تكريماً خاصاً وغير مسبوق، وهذا الأمر يعد سلاحاً ذا حدين، فهو يمنح اللاعبين حافزاً لتقديم العطاء الأفضل داخل الميدان، وفي ذات الوقت يكون ضاغطاً عليهم بشكل كبير جداً في حالة عدم قدرتهم على التقدم في المباراة التي ستشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً جداً، حيث كان يفترض تأخير تلك الوعود إلى ما بعد نهاية البطولة، حتى يكون تركيز اللاعبين على تمثيل بلدهم وتحقيق إنجاز له ولهم.
نقطة أخرى أيضاً بدأت تقلق أنصار المنتخب العراقي، وهذه النقطة تتمثل في الفرح الكبير والمبالغ فيه للاعبين بعد فوزهم في كل مباراة، ومن يرى حجم فرحتهم يعتقد بأنهم تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم أو حصلوا على لقب البطولة، وأن كان هذا الفرح يعود إلى عدم تحقيق هذا الجيل لأي بطولة، لكن هذا الفرح يجب ألاّ يجعل اللاعبين يتفاءلون أكثر من اللازم، لأن مباراة الخميس، تحسمها الأهداف وليس الرقص بعد المباريات والفرح المبالغ فيه.