بقلم كانغ جين-كيو
قال جيش كوريا الجنوبية الإثنين إنه أطلق عيارات تحذيرية على سفينة كورية شمالية عبرت حدود الأمر الواقع للبلدين، ما دفع كوريا الشمالية إلى إطلاق عيارات تحذيرية في المقابل.
وأجرت بيونغ يانغ سلسلة من التجارب على الأسلحة، بما في ذلك ما قالت إنها تدريبات نووية تكتيكية، في الأسابيع الأخيرة، فيما كثّفت سيول وواشنطن التدريبات العسكرية المشتركة ردا على ذلك.
ومع توقف المحادثات لفترة طويلة، أصبحت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في أدنى مستوياتها منذ سنوات مع إعلان كيم جونغ أون الشهر الماضي أن وضع بيونغ يانغ كقوة نووية “لا رجعة فيه”، ما أدى إلى إنهاء المفاوضات بشأن برامجه للأسلحة المحظورة.
ولا تزال الحدود البحرية التي لم تحدد رسميا في الاتفاق الموقع عام 1953 والذي أنهى الأعمال العدائية في الحرب الكورية، نقطة ساخنة وكانت مسرحا لاشتباكات عدة بين الكوريّتين على مر السنين.
وذكرت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي أن سفينة تجارية كورية شمالية عبرت ما يعرف بخط الحد الشمالي قرب جزيرة بينغنيونغ عند الساعة 3,42 صباحا، لكنها تراجعت شمالا بعدما أطلقت البحرية الكورية الجنوبية عيارات تحذيرية.
وقالت الهيئة في بيان “الاستفزازات المستمرة لكوريا الشمالية وتصرفاتها غير المسؤولة تقوّضان السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمجتمع الدولي” وحضّت بيونغ يانغ على “التوقف عن ذلك فورا”.
– رد كوريا الشمالية –
من جانبه، قال جيش كوريا الشمالية إن سفينة عسكرية كورية جنوبية انتهكت حدود الأمر الواقع من 2,5 الى 5 كيلومترات بعد دقائق من الحادثة الأولى، ما دفع الجيش الشعبي الى إطلاق 10 عيارات تحذيرية باتجاهها ردا على ذلك.
وقال ناطق باسم باسم جيش كوريا الشمالية في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية “اتخذت وحدات الدفاع الساحلي التابعة للجيش الشعبي الكوري على الجبهة الغربية… إجراء مضادا أوليا لطرد سفينة حربية معادية من خلال إطلاق 10 عيارات من قاذفات صواريخ باتجاه المياه الإقليمية حيث رصدت حركة بحرية معادية عند الساعة 5,15”.
وأضاف “حذرنا مرة أخرى بشدة الأعداء الذين قاموا باستفزازات بحرية بالإضافة إلى إطلاق نيران مدفعية وبث بمكبرات الصوت عبر الحدود”.
وأطلقت كوريا الشمالية قذائف مدفعية عدة هذا الشهر نحو “المنطقة العازلة” البحرية التي أنشئت عام 2018 من أجل الحد من التوتر بين البلدين خلال فترة فشلت فيها كل المساعي الدبلوماسية.
وهذه التحركات هي جزء مما تعتبره سيول “استفزازات” من قبل كوريا الشمالية، من بينها إطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى حلّق فوق اليابان وأثار تحذيرات إخلاء نادرة، في سابقة منذ العام 2017.
كذلك، أجرت سيول تدريبات بالذخيرة الحية أخيرا فيما أعادت الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية في المنطقة لإجراء تدريبات ثلاثية واسعة النطاق تشمل طوكيو أيضا.
وقال شيونغ سيونغ-تشانغ الباحث في معهد سيجونغ لوكالة فرانس برس إن “توغل السفينة وإطلاق كوريا الشمالية نيران المدفعية يظهران عدم وجود توافق في الآراء بشأن حدود خط الحد الشمالي”.
وأوضح أن “كوريا الشمالية قد تحاول إبطال مفعول خط الحد الشمالي في وقت لاحق مع خلفية الثقة العسكرية في ترسانتها النووية التكتيكية”.
وكثفت بيونغ يانغ تدريباتها العسكرية بشكل كبير أخيرا، فيما قالت سيول وواشنطن إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على وشك إجراء ما قد تكون سابع تجربة نووية لبلاده.
وجعل كيم من تطوير أسلحة نووية تكتيكية، وهي أسلحة أصغر جاهزة للاستخدام في المعارك، أولوية فيما حذّرت سيول أخيرا من أن كوريا الشمالية قد تستعد لإجراء تجارب نووية متتالية كجزء من ذلك.
ويأتي تبادل إطلاق النار التحذيري الاثنين في اليوم نفسه الذي تزور فيه نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان اليابان وتجري محادثات ثلاثية مع اليابان وكوريا الجنوبية، في إظهار للوحدة بعد سلسلة عمليات إطلاق الصواريخ من كوريا الشمالية.
المصدر: © AFP
1994-2022 Agence France-Presse