أكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، ان هناك آليات وإجراءات تتبعها وزارته مع الجهات المشرفة عملية اعادة تأهيل العوائل المعادة من مخيم الهول، للتأكد من اهليتهم قبل اعادتهم الى منازلهم بمناطقهم الأصلية.
وكان مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى، خالد عبد الكريم إسماعيل، قد ذكر لرووداو في وقت سابق، الجهات المسؤولة عن اعادة النازحين تنقل العائلات من مخيم الهول الى مركز الجدعة في نينوى، وتخضعهم لعملية إعادة تأهيل تستمر لأشهر.
وفي هذا الإطار، ذكر وكيل وزارة الهجرة والمهجرين ان “برنامج التأهيل مستمر بإشراف مستشارية الأمن القومي، ومنظمة الهجرة الدولية IOM، ووزارتنا، الى جانب خبراء واختصاصيين يشرفون على تلك العوائل”، مضيفا انه “قطعنا مراحل طويلة، ووجدنا سهولة كبيرة في تأهيل تلك العائلات”.
وقال ان “هؤلاء النازحين لم يكونوا من العناصر المتشددين والمتأثرين بالفكر الداعشي، لانهم وجدوا ظروفا ملائمة لهم، ونحن مطمئنون بأنهم سيتغيرون بشكل ايجابي”.
وذكر النوري ان “هناك آليات متبعة في تأهيل النازحين، منها وضع توجيهات وإرشادات، وانشاء ورش لتعليم النساء مهن جديدة مثل ورش الخياطة، فضلا عن تنظيم الفعاليات والاعمال التي يمكن ان تسهم في اعادة تأهيل الشباب مثل الرياضة”.
تعرضت تلك النسوة والاطفال في حضانتهن الى حالات عنف وترهيب كبيرين، وانشأت عائلاتها في فضاء فكري متطرف على يد عناصر تنظيم داعش، حيث تلطخت ذاكرتها بتجارب مريرة تحت سيطرة عناصر التنظيم وسنوات النزوح فيما بعد، وتتخوف بعض الأطراف من ان إعادة اطفال داعش والناشئين قد يشكل تهديدا على أمن العراق ومدنه في السنوات المقبلة.
أكد وكيل الهجرة والمهجرين العراقية، انه يجري التأكد من إعادة تأهيل عوائل داعش وتنظيف أدمغتهم قبل إعادتها الى منازلها، لافتا الى ان الوزارة تقوم بمتابعة أوضاع تلك العوائل بعد عودتها، مع الجهات المسؤولة والمعنية بهم في كل منطقة.
وقال: “التقينا مع الوجهاء وشيوخ العشائر في تلك المناطق التي يروم هؤلاء النازحون العودة اليها، ووجدنا هناك تفاعلا من الاهالي، وانه لا توجد ثارات ولا انتقامات بين اؤلئك الاشخاص، وحتى الآن لم يحصل اي خرق في المناطق التي عادت اليها العوائل من الجدعة”، مؤكدا ان هناك 450 عائلة خضعت للتأهيل ورجعت الى منازلها.
وفيما يتعلّق بالتأكد من أهلية النازحين، اوضح النوري انه “يتم التركيز على ذلك، كانت لدينا شكوك، ولكن سرعان ما تم التأكد من ذلك، ليس هناك مقياس معيّن لكن توجد إجراءات معينة تتبعها الوزارة والجهات المشرفة على العملية، تضمن ان هؤلاء اصبحوا مقبولين من قبل مجتمعاتهم” قبل اعادتهم الى بيوتهم.
وأردف ان ” هؤلاء لم يكونوا ارهابيين بالأساس، وهم مختلفين عن الأجانب الذين ذهبوا الى الهول، جميعهم اي ما يقارب 70 الف لم يذهبوا للسياحة بل للقتال، اما العوائل العراقية فقد انهزمت في معارك باغوز ومعارك دير الزور، لذلك ليست هناك صعوبة في تغييرهم”.