ذكرت تقارير إعلامية أن المسؤولين الأوروبيين يشعرون بالقلق حيال احتمال انهيار الإجماع في موقف دول الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا، لأسباب عديدة، أبرزها أزمة الغاز مع اقتراب فصل الشتاء.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إن الشتاء وأوكرانيا تحديان رفعا من مستوى القلق في أوروبا على مصير الاتحاد، مضيفة أن المسؤولين الأوروبيين متخوفون من احتمال انهيار هذا التكتل.
وأوضحت أن المخاوف تعززت مع اقتراب القارة من شتاء قارس قد يصل حد القتامة، بسبب إجراءات خفض استهلاك الطاقة المترتب عن خطط التخلي عن الغاز الروسي.
وأبرزت: “انقسام الدول الأعضاء في الاتحاد عززه موقف بلغاريا من الأزمة وتصريحاتها بشأن استعدادها للتفاوض مع غازبروم الروسية لاستئناف توصيل الغاز الطبيعي”.
وفي هذا الصدد، طرح متابعون ومحللون سؤالا مفاده “هل يكون الموقف البلغاري بداية فتق في موقف الاتحاد من الأزمة الأوكرانية؟”
وفي إجابته على هذا السؤال، قال عضو مجلس أمناء الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا والخبير في الأمن الدولي، مصطفى العمار، إن الاتحاد الأوروبي يعيش على وقع “ضعوط كبيرة وتوتر وتأخر وبيروقراطية في اتخاذ القرارات”.
وأضاف العمار، “نحن ربما أمام أزمة لم يشهدها التاريخ من قبل.. رغم أن البدائل موجودة وواضحة، مثل تفعيل واستخدام مفاعلات الطاقة النظيفة النووية”.
وتابع: “ما تفعله بلغاريا يفتقد إلى الحوار الأوروبي، ونحن نقول دائما يجب أن يكون هناك قرار جماعي لأن فكرة الاتحاد الأوروبي تقضي بأن تكون الدول مع بعضها البعض في السراء والضراء”.
لكن العمار عاد ليقول إن “أزمة أوكرانيا وحدتنا من خلال اتخاذ قرارات جريئة، لكن فيما يخص موضوع الغاز يجب أن يكون هناك حضور أقوى للاتحاد الأوروبي من خلال إعطاء ضمانات وتنفيذ مشاريع حتى تشعر جميع الدول بأنها سواسية”.
وختم الخبير في الأمن الدولي حديثه بالتأكيد على أن “الاعتماد الكامل على روسيا مرفوض تماما، وهذا موقفنا أيضا كمعارضة.. وبالتالي على الاتحاد الأوروبي أن يجد بدائل متنوعة للخروج من الأزمة.. وهذا الأمر لن يتحقق بدون حوار وتفاوض”.