أصدر المرشح لرئاسة جمهورية العراق خالد شيخ صديق عبد العزيز الحسني، بياناً تضمن رؤيته لحل الانسداد السياسي الحاصل في العراق، مؤكدا على ضرورة إيجاد الموقف أو القرار المناسب لتجنيب العراق التأثيرات السلبية.
وقال خالد شيخ صديق عبد العزيز الحسني، في بيان له، ان “الازمات ربيع قادة الحقيقيين ورجال المبتكرين، حيث أنها تقدم فرصة نادرة في كونها تظهر عيوب ونواقص الوضع القائم، وكذلك تخلق فرص التفكير والخروج من النمط الذي بات غير مجدياً”.
وأوضح أن “العراق بحاجة عاجلة إلى الخروج من الإنسداد الحالي، وهو نتيجة الصراع بين المكونين الكورديين الأساسيين، ولكن في الحقيقة هو نتيجة المنافسة بين القوتين الشيعيتين، ويظهر ذلك بشكل واضح وجلي وجود التصوران المختلفتان لمسيرة العراق، داخليا وخارجيا”.
وأدناه نص البيان:
كما هو معروف فإن الازمات ربيع قادة الحقيقيين ورجال المبتكرين حيث أنها تقدم فرصة نادرة في كونها تظهر عيوب ونواقص الوضع القائم. وكذلك فهي تخلق فرص التفكير والخروج من النمط الذي بات غير مجديا، بالإضافة لكونها تُيسر قبول الحلول المناسبة والتي قد لا تؤخذ بعين الإعتبار في ظروف عادية. وإن ظاهرة المعارضة للتغيير أمر طبيعي ولذلك رُبّ إنسداد يكون خيرا للبلد. وعلى هذا الأساس الإنسداد الراهن في المشهد السياسي قد يقدم أيضا في طياته فرصة لإعادة بناء “النظام التشغيلي” للدولة وتجديد هيكلية بنيانه.
إنه من المبادئ المثلى عند وضع الحلول في أوقات الازمات السياسية أن يتم إيجاد الحل الذي يؤمّن الإستقرار سواءاً أكان على المدى القريب أو البعيد، وذلك دون الإستعجال في تبني الحل العاجل الذي قد يُذرُ بظهور تحديات أكبر في المستقبل. لا يجب أن حاجة العاجل تضرب مصالح الأجل. إن إيجاد الحل المستديم يتطلب الأخذ بعين الاعتبار لحاجات أساسية ثلاث. أولها؛ أن العراق بحاجة عاجلة إلى الخروج من الإنسداد الحالي، وهو نتيجة (الظاهر على سطحه) الصراع بين المكونين الكرديين الأساسيين. ولكن في الحقيقة (في العمق) هو نتيجة المنافسة بين القوتين الشيعيتين، ويظهر ذلك بشكل واضح وجلي وجود التصوران المختلفتان لمسيرة العراق، داخليا وخارجيا.
وإذا ما تمت قراءة المشهد بشكل واقعي وصحيح فإنه بإمكاننا أن القول بأن الطريق الأنسب هو ذلك الذي يُشرك أو يوحّد الطرفان في الحل دون جعل أياً منهما طرفا خاسرا. الترتيب البديل الذي يجمع البيت الشيعي يكون لصالح الجميع كونه يضمن الإستقرار للبلد. إننا بحاجة إلى حلاً ضمن الإطار السياسي والدستوري القائم دون اللجوء الى الحلول باهضة الكلفة وغامضة العواقب مثل إعادة الإنتخابات أو تعديلات الدستور، وبما يؤمّن إستمرارية الهدوء والتعاون بين الأطراف.
ثانيا؛ فهي وجوب النظر إلى الإطار الجيوغرافي الأوسع، أي إلى العالم الذي يتغير أمام أعيننا بشكل غير مسبوق ومقلق. مما يتحتم علينا ضرورة إيجاد الموقف أو القرار المنساب لكي نجنب العراق التأثيرات السلبية (بل الخطيرة) على أثر تلك التغيرات، نتيجة لتقلب أوزان الجيو سياسية العالمية وانعكاساتها المحتملة إقليميا.
وثالثا؛ يجب إعتبار حاجة بناء بنية سياسية وإدارية قوية، المتميزة وغير العادية، أمام تحدي كبير لوقوع سلسلة من الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والصحية والبيئة والأمنية والتي من شأنها أن تزلزل أسس العالم في المستقبل. حيث إن إدارة سفينة العراق بين تلك الأمواج العاتية سوف تتطلب هيكلا إداريا قويا، وتمسّكا سياسيا على أتم تناغم وتجانس، وكذلك قدرة معرفية متميزة كي يكون قادراً على مواجهة تلك التحديات بشكل إستباقي وسليم.
إذا إن المخرج المثالي المرجوّ الآن، هو المخرج الذي سيسمح بإيجاد الحل بأقل الكلفة داخليا ويكون مردوده أكبر ليناسب حاجات المشهد الداخلي والخارجي، وليحاكي ظروف الحاضر والقادم معا. وفي هذا السياق، أدعو الأطراف السياسية الحاكمة إلى فتح حواراً جديداً في موضوع إيجاد المخرج الآمن من الأزمة الراهنة، من خلال الإستعانة بالطاقات المعرفية والعلمية المتميزة ذات النظرة المتبصّرة والاستشرافية. إننا نعيش أزمنة خاصة تتطلب مهارات متميزة وجديدة، من أجل إيجاد مواقف دقيقة ومرنة في ظل التقلبات والظروف التي لا تتحمل خطأ سوء التقدير، أو أنماط ردود فعل تقليدية.
مع وافر إحترامي وتقديري
خالد شيخ صديق عبد العزيز الحسني
مرشح لرئاسة جمهورية العراق
مستشار قانوني