أكد سامي الجيزاني، عضو تيار الحكمة الوطني، بزعامة عمار الحكيم، ان “المبادرة التي اطلقها الحكيم خلال صلاة عيد الفطر المبارك تدعو جميع الاطراف للجلوس الى طاولة الحوار والاتفاق على المشتركات وتأجيل الخلافات لحلها فيما بعد”.
وقال الجيزاني: ان “اهم ما يشغل تفكير الحكيم هو فك الانسداد السياسي حفاظا على مصالح البلد والعراقيين وتسيير الخدمات والاوضاع الاقتصادية وتسهيل مشاريع الاستثمار المتوقفة نتيجة الخلافات التي ادت الى التأخير باختيار رئيس الجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة طوال الاشهر الماضية”، مشيرا الى ان “مهمة تيار الحكمة هي مساعدة بقية الاطراف للتقارب والخروج من الازمة”.
واضاف الجيزاني قائلا: “ان واحدة من ابرز الخلافات بين الاطراف السياسية، تحالف انقاذ وطن الذي يضم التيار الصدري وتحالف سيادة والحزب الديمقراطي الكوردستاني، والاطار التنسيقي، هي الاتفاق على الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي، واحترام حقوق المكون الاكبر (الشيعي)، وانتاج حكومة قادرة على حل الازمات بدعم برلماني لتشريعاتها”، منوها الى ان “هناك تفاهمات بين زعيم تيار الحكمة وبعض الاطراف حول هذه النقاط”.
وأوضح عضو تيار الحكمة قائلا: “نحن نقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف وهذا ما يمنح الحكيم فرصة للحوار مع كل القوى السياسية”، مشيرا الى ان “زعيم تيار الحكمة الوطني انتهز الشهر الكريم (رمضان) لاجراء لقاءات وحوارات مع التيار الصدري وقادة السنة والحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
الجيزاني قائلا “نعم نحن مع الاطار التنسيقي في حالته التنسيقية وليست التحالفية”، موضحا بان “الاطار هو حالة تنسيقية للحفاظ على حقوق المكون الاكبر وتشكلت مع احداث (ثورة) تشرين، وكان التيار الصدري، قبل الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في العاشر من شهر تشرين الاول 2021، جزءا مهما من الاطار التنسيقي”.
وفيما يتعلق بما اسماه الجيزاني بـ”حقوق المكون الاكبر” وما افرزته صناديق الاقتراع من نتائج التي ابعدت الكثير من الاحزاب والشخصيات السياسية الشيعية، قال: “نحن في تيار الحكمة (حصل التيار على مقعدين في مجلس النواب فقط) شككنا بنتائج الانتخابات لانها افرزت مسافات غير متوازنة بين حجوم الاصوات واعداد المكون الاكبر والتي جاءت لصالح الطرف الآخر (التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وتحالف سيادة بزعامة خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي، والحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني) الذي حقق نتائج افضل، وهذا ما ابعدنا عن التوازنات السابقة كون هذه النتائج لا تتناسب مع حجم القوى السياسية، واوجدت خلافات بين جميع القوى، بما فيها الكوردية، بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني حول الاتفاق على تسمية رئيس الجمهورية”.
وفي إطار تشكيك عضو تيار الحكمة بنتائج الانتخابات بالرغم من تصديق المحكمة الاتحادية، قال الجيزاني: “هذه مصادقة مشروطة لان المحكمة اعترضت على قانون الانتخابات، ثم انها محكمة اتحادية وليست دستورية، اي ان تفسير الدستور ليس من اختصاصها، ولهذه النتائج تداعياتها السلبية التي قبلنا بها من اجل ديمومة العملية السياسية وبعكس ذلك كنا سنذهب الى انتخابات مبكرة والدخول في نفق لا يُعرف نهايته”.
وفي تحليله لنتائج الانتخابات التي اختار بها جمهور ما يسميه بـ”المكون الاكبر” التي ابعدت بعض الاحزاب والشخصيات الشيعية، قال الجيزاني: “ليس المهم من الفائز، بل الاتفاق على استمرار التوافقات والحفاظ على حقوق المكون الاكبر(الشيعة)”. مشددا على ان” تيار الحكمة قرر عدم المشاركة في الحكومة القادمة، وان مهمته هي العمل على ايجاد مساحات للحوار بين الاطراف المتخالفة”، معترفا ان “بعض الحلول تتقاطع مع مصالح الاحزاب والشخصيات وهناك شخصنة لبعض الحلول المقترحة”.
وعن خيار الذهاب الى المعارضة الوطنية، قال عضو تيار الحكمة “المعارضة الوطنية شرف كبير، ولكن لماذا المكون الاكبر هو من يذهب وحده الى المعارضة، لماذا مثلا ذهب خميس الخنجر، وهو خسر الانتخابات، للتحالف مع محمد الحلبوسي ولم يختار المعارضة، وكذلك بعض الاخوة الكورد”.
وختم عضو تيار الحكمة، سامي الجيزاني، قائلا: “برغم كل هذه التقاطعات فنحن في تيار الحكمة نتفائل بوجود حلول عدة عن طريق الحوار بين الاطراف المتقاطعة وزعيم التيار، عمار الحكيم، يبذل جهده لتفكيك الازمات والانسداد السياسي”.