بقلم كلير لي
أطلقت بيونغ يانغ الثلاثاء مقذوفا يرجح أنه صاروخ قصير المدى باتجاه البحر، قبل أن يؤكد سفيرها لدى الأمم المتحدة حق بلاده “المشروع” في اختبار أسلحة بمواجهة “السياسة العدائية” التي تنتهجها واشنطن وسيول.
وأعلنت رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي في بيان مقتضب أنّ الصاروخ أطلق من مقاطعة جاغانغ الجنوبية باتجاه المياه قبالة السواحل الشرقية للبلاد.
من جهته قال مسؤول في وزارة الدفاع اليابانية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه إنّ المقذوف هو “على ما يبدو صاروخ بالستي”.
وبعد أقل من ساعة على عملية الإطلاق، أعلن سفير كوريا الشمالية في الأمم المتحدة كيم سونغ مخاطبا الجمعية العامة أن بلاده لها “الحق المشروع” في اختبار أسلحة و”تعزيز قدراتها الدفاعية”.
وهذه ثالث تجربة صاروخية تجريها كوريا الشمالية هذا الشهر، بعد تجربة لصاروخ كروز بعيد المدى وتجربة لصواريخ بالستية قصيرة المدى.
وبعد أقل من ساعة على إعلان سيول رصد التجربة الصاروخية الجديدة، أكد سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتّحدة كيم سونغ من على منبر الجمعية العامّة للأمم المتّحدة، على “الحقّ المشروع” لبلاده في اختبار أسلحة و”تعزيز قدراتها الدفاعية”.
– “إرادة معادية” –
وقال كيم إن الولايات المتحدة “يجب أن تثبت بالأفعال أنّه ليس لديها أيّ إرادة معادية لنا” مضيفا “إذا كانت هذه هي الحالة، فنحن مستعدّون للردّ” بنفس الطريقة “لكن لا يبدو أنّ الولايات المتحدة مستعدّة” للمضي في هذا الاتجاه.
وهذا آخر تصريح في سلسلة من الرسائل الملتبسة الصادرة عن بيونغ يانغ، بعد بضعة أيام على تلميح كيم يو-جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي السبت إلى إمكان عقد قمة بين الكوريّتين، مطالبة سيول من أجل ذلك بالتخلي عن “سياساتها العدائية” تجاه بيونغ يانغ.
وأتت تصريحات المسؤولة الكورية الشمالية النافذة بعدما دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن إلى الإعلان رسمياً عن انتهاء الحرب الكورية التي امتدّت من 1950 إلى 1953 وانتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أنّ الكوريتين لا تزالان رسمياً في حالة حرب منذ أكثر من نصف قرن.
وتعليقاً على هذه التصريحات قال الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانغ مو-جين لفرانس برس “يبدو أنّ كوريا الشمالية تريد اختبار صدق سيول في رغبتها بتحسين العلاقات بين الكوريتين” وإنهاء الحرب الكورية رسمياً.
وأضاف أنّ “بيونغ يانغ ستراقب ردّ فعل مون بعد التجربة التي أجرتها اليوم وتدرسه وتتّخذ قرارات” بشأن ما إذا كانت ستقدم على إجراءات لتخفيف التوتّر.
– “لحظة حرجة” –
وعقد مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية اجتماعا طارئا بعد التجربة، وأصدر بيانا أعرب فيه عن “أسفه لعملية الإطلاق هذه في وقت يمر الاستقرار السياسي في شبه الجزيرة الكورية بلحظة حرجة للغاية”.
كما دانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان التجربة الصاروخية الجديدة.
وقالت إنها “تشكّل انتهاكاً للقرارات العديدة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي وتمثّل تهديداً لجيران جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وللمجتمع الدولي” داعية بيونغ يانغ “للانخراط في حوار”.
بدورها قالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (إندوباكوم) في بيان إنّه “على الرّغم من أنّ هذا الحدث لا يشكّل بحسب تقييمنا تهديداً مباشراً لأفراد الولايات المتّحدة أو أراضيها أو لحلفائنا، فإنّ إطلاق صواريخ يسلّط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لبرنامج الأسلحة غير المشروع” لبيونغ يانغ.
وإذ أكّد الجيش الأميركي في بيانه أنّه “يتشاور من كثب مع حلفائه وشركائه” بشأن هذا الموضوع، شدّد على أنّ “التزام الولايات المتحدة الدفاع عن جمهورية كوريا واليابان يبقى راسخاً”.
كذلك أجرت سيول لأول مرة تجربة ناجحة لصاروخ بالستي يتم إطلاقه من غواصة، ما يجعلها من الدول النادرة التي تملك هذه التكنولوجيا المتطورة.
وقامت الثلاثاء بعملية إطلاق ثالثة لهذا الطراز من الصواريخ في وقت تنفق المليارات لتعزيز قدراتها العسكرية.
وباتت بيونغ يانغ أكثر عزلة من أي وقت مضى منذ أن أغلقت حدودها في مطلع العام الماضي سعيا لمنع تفشي وباء كوفيد-19.
ووصلت محادثاتها مع الولايات المتحدة إلى طريق مسدود منذ فشل قمة هانوي عام 2019 بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأبلغت إدارة خلفه جو بايدن استعدادها للتفاوض مع بيونغ يانغ في أي وقت وبدون شروط مسبقة، لكن الحوار مجمد في الوقت الحاضر.
ومنذ تولّى كيم جونغ-أون السلطة طوّرت كوريا الشمالية برامجها التسلّحية لكنّها لم تجر أيّ تجربة نووية أو بالستية لصواريخ عابرة للقارات منذ 2017.
المصدر: © AFP
1994-2021 Agence France-Presse