خليجي 25، البطولة التي يمني الشعب العراقي نفسه بأن تكون استثنائية على كل مستوياتها، لاسيما وأنها تمثل تحدياً كبيراً في الحصول على حق الاستضافة التي فشلت على مدى ثمان سنوات من المحاولات قبل أن تنجح مؤخراً في شهر نيسان 2021 وبمساع عربية، وذلك لاصطدامها بالكثير من العقبات أبرزها الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد آنذاك، وعدم جاهزية البنى التحتية.
هذه البطولة الكروية يمكن أن تسهم في رفع الحظر عن الملاعب العراقية بشكل كامل، والتي حرمت من احتضان مباريات “أسود الرافدين” لسنوات طويلة، ولما تمثله من رمزية في استعادة امجاد آخر خليجي تم تنظيمه قبل 42 عاماً، وفرصة مثالية لعودة الرمز والفنان الشهير كاظم الساهر للغناء أمام محبيه في العراق من خلال إحيائه حفل الافتتاح المفترض، قبل أن يعتذر عن ذلك ويستمر في مهجره منذ عام 1997 وباستثناء زيارة أجراها عام 2011 بصفة سفير للمنظمة الدولية في العراق.
اعتذار الساهر، وإن كان من مواقع قريبة له، أثار لغطاً واسعاً في الشارع العراقي الذي راح يبحث عن مبرر يدعو إليه، عاداً ذلك “تنصلاً” من مسؤولية وطنية، و”عدم تقدير” لجمهور كبير، لاسيما وأن الرغبة الأولى والمبادرة في أن يكون الساهر من يحيي الحفل قد صدرت من قبل محبيه، بتوجيه طلب إلى وزارة الشباب والرياضة بأن توجه للساهر دعوة رسمية، وعلى العكس من الاعتذار الخجول الذي لم يصدره بطريقة رسمية حتى، أو يبين أسبابه، وفقاً لمصدر مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه.
وقال المصدر إن “الساهر اعتذر بطريقة غير لائقة، حيث لم يكلف نفسه بإشعار وزارة الشباب والرياضة حتى، والتي كانت قد وجهت له دعوة رسمية، واكتفى بالاعتذار الذي نشر عبر صفحة محبيه على موقع فيسبوك، رغم تفضيل الوزارة له على جميع الفنانين ووفرة خياراتها، ما ترك أبعاداً أخرى على ذلك الاعتذار من مسؤولية كانت من الممكن جدا أن تسهم في بث صورة لائقة عن العراق الذي يعيش تحديات كبيرة”.
المصدر لفت الى وجود عدة مطربين مشهورين بالامكان الاستعانة بهم، لإحياء حفل البطولة، بضمنهم عراقيون وعرب عديدون، لاسيما وأن العديد منهم أبدى رغبته الشديدة بإحياء الحفل.
بالمقابل تسبب اعتذار الساهر بامتعاض داخل الأوساط العراقية، ما أثار موجة انتقاد لاذعة على منصات التواصل الاجتماعي، دون إصدار أي رد رسمي منه حتى الآن.
وكان أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج قد صوتوا باجتماع في الدوحة على استضافة العراق لنسخة خليجي 25 المقبلة بعد مناقشة تقرير واسع قدمه أعضاء وفد قام بإجراء زيارة تفتيشية لمدينة البصرة في وقت سابق.
وكان وفد كلّف من قبل المكتب التنفيذي، قد زار مدينة البصرة جنوبي البلاد للوقوف على طبيعة استعدادات المدينة وجاهزيتها لاستضافة هذا الحدث الكروي الذي طال انتظاره بالنسبة للعراقيين.
واعتمد اتحاد كأس الخليج ملعبي البصرة الدولي (سعة 65 الف متفرج) والميناء (30 الف متفرج) لاقامة مباريات خليجي 25، وهما ملعبان يقعان ضمن المدينة الرياضية في البصرة التي تضم ايضاً مركزاً طبياً متطوراً ومجموعة فنادق حديثة لإقامة وفود المنتخبات وملعباً للتدريب ومراكز تجارية وترفيهية.