أكد السفير البريطاني لدى العراق، ستيفن هيكي، أن العراق لن يتجه نحو الاستقرار والرفاه، طالما بقيت المجموعات المسلحة خارجة عن القانون وعن سيطرة رئيس الحكومة العراقية، معرباً عن ثقته بقدرة القوات الأمنية العراقية بالسيطرة على الأوضاع والقضاء على المجموعات “الخارجة عن القانون”.
وأدان هيكي بشدّة الهجمات التي تعرضت لها أربيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، موضحاً أنها “ليس لها أي تبرير، وهي محاولات لترهيب وتخويف الناس، ويجب إيقاف هذه الهجمات بأقرب وقت ممكن”.
وأشار السفير البريطاني إلى أنه على الحكومة العراقية إجراء التحقيق بشأن الهجمات للوصول إلى المنفذين الحقيقيين لهذه الهجمات.
هيكي أوضح أن الهجمات التي استهدفت أربيل لا ينحصر تأثيرها على إقليم كوردستان فقط، بل تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار العراق، وإن “الميليشيات المسلّحة التي تقوم بهذه الهجمات تشكل تهديداً على العراق في الحاضر والمستقبل أيضاً”.
السفير البريطاني لفت إلى ضرورة التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان لحماية أرضهما وحدودهما بالتنسيق مع دول الجوار، ومواجهة الهجمات التي تؤدي إلى انهيار أمن العراق وإقليم كوردستان والتي سيكون لها تبعات سلبية لاحقة على اقتصاد البلد، على حدّ قوله.
هيكي اعتبر أن تأثير هذه المليليشيات وتهديداتها يقع على الكورد أيضاً، لكن ما يطمئن في الأمر هو استعداد إقليم كوردستان وقيامها بمواجهة هذه الأعمال.
وأشار هيكي إلى 3 أمور “مهمّة” لمواجهة وإنهاء الهجمات المستهدفة لأمن العراق وإقليم كوردستان، وهي قيام الحكومة العراقية مع القوات الأمنية بالعمل بشكل فعلي على الأرض واتباع خطوات فعليّة لإيقاف هذه الهجمات، كذلك إدارة الحكومة العراقية والقيادات السياسية في السلطة العملية بشكل سريع وتشكيل هيئة خاصة لمحاكمة الفاعلين لهذه الهجمات ومعاقبتهم، فضلاً عن كفّ دول جوار العراق عن دعم ومساندة هذه الميليشيات المسلّحة “خصوصاً إيران”.
وأضاف هيكي: “أننا رأينا في السابق دعم إيران للميليشيات المسلحة في العراق، وصرحت جهات رسمية في الحكومة الإيرانية بشكل صريح عن دعمها المباشر لأمن واستقرار العراق، ومن أجل تمكن الحكومة العراقية من ضمان الأمن والاستقرار يجب أن يكون الدعم المقدم من قبل إيران للحكومة العراقية وليس للميليشيات المسلحة”.
السفير البريطاني شدّد على أنه “لن يتجه العراق نحو الاستقرار والرفاه، طالما بقيت هذه المجموعات المسلحة خارجة عن القانون وعن سيطرة رئيس الحكومة العراقية”، معرباًعن ثقته بقدرة القوات الأمنية العراقية بالسيطرة على الأوضاع والقضاء على المجموعات المسلحة “الخارجة عن القانون”.
وعن إقليم كوردستان وتقييم الأوضاع الراهنة والمستقبلية فيها، رأى هيكي بعض العقبات أمام إقليم كوردستان في مقدمتها المسألة الأمنية والهجمات التي تشنها الميليشيات عليه بين الحين والآخر، وأشار السفير البريطاني إلى أنه “لدى الإقليم تكوين سكاني شاب وكفوء وهذا يلزم ضرورة اهتمام حكومة إقليم كوردستان بالنظام التعليمي وتقديم الدعم للشباب، كما أشار إلى وجود تقدم اقتصادي في إقليم كوردستان من المنتظر أن يؤدي إلى توفير فرص عمل أكثر للشباب ودعم القطاع الخاص.
وتعرضت محافظة أربيل ليل الجمعة/السبت، لهجوم بالطائرات المسيرة، استهدفت إحدها قرية براغ التابعة للمحافظة.
وكانت الطائرات المسيرة محملة بمادة الـ(TNT)، انفجرت اثنتان من الطائرات، فيما لم تنفجر الثالثة أثناء سقوطها، مسبّبة الأضرار لمنزلين وعدد من سيارات المدنيين، دون أن تؤدي إلى وقوع أية خسائر بشرية.