مجلس الأمن ينعقد على وقع الدمار في قطاع غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل

بقلم عادل زعنون مع غيوم لافاليه في القدس

يجتمع مجلس الأمن الدولي الأحد لبحث تصاعد العنف بين إسرائيل وحركة حماس، غداة عمليات قصف إسرائيلية أسفرت عن مقتل أطفال ودمرت مقرات وسائل إعلام دولية في قطاع غزة، فيما يستمر إطلاق الصواريخ بكثافة على مدن إسرائيلية كبرى.

وقتل ما لا يقل عن 157 شخصا، غالبيتهم من الفلسطينيين، منذ اندلاع جولة العنف الجديدة الإثنين بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقضى عشرة فلسطينيين بينهم امرأتان وثمانية أطفال من أفراد أسرتين قريبتين، فجر السبت في غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة.

وقال أحد الوالدين محمد الحديدي إن الأطفال “كانوا آمنين في منزلهم ولا يحملون سلاحا ولم يطلقوا صواريخ” مضيفا أنهم قتلوا “فيما كانوا يرتدون ملابسهم الجديدة لمناسبة عيد الفطر”.

وقُتل إسرائيلي في الـ50 من العمر وهو يقود سيارته السبت في ضاحية تل أبيب بصاروخ أطلقته حركة حماس ردا على الضربة التي استهدفت “نساء وأطفالا” في غزة.

ولاحقا، دمر سلاح الجو الإسرائيلي مبنى من 13 طابقا في غزة يضم فريقي قناة الجزيرة القطرية ووكالة الأنباء الأميركية أسوشييتد برس (إيه بي)، بعدما أصدر أوامر بإخلائه.

وبرر الجيش الإسرائيلي تدمير المبنى بأنه كان “يحوي مصالح عسكرية تابعة للاستخبارات العسكرية لحماس”، مضيفاً “توجد في المبنى مكاتب اعلامية مدنية تتستر حماس من ورائها وتستخدمها دروعا بشرية” في القطاع الذي تسيطر عليه.

– مفاوضات دبلوماسية –
وليلاً أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي، عبر التلفزيون أنّه يلقى “دعماً مطلقاً” من جو بايدن.

من جهته أكد بايدن أنّه يدعم حق إسرائيل في “الدفاع عن نفسها” في مواجهة هجمات حماس، مبديا في الوقت نفسه قلقه إزاء “سلامة الصحافيين”.

كذلك تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاً هاتفياً السبت من بايدن هو الأول بينهما، ودعا خلاله الرئيس الأميركي إلى “وقف الاعتداءات الإسرائيلية”.

وليلاً، تعرّض مبنى آخر هو برج الأندلس المؤلف من نحو عشرة طوابق لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي، وفق ما شاهده مراسلو فرانس برس في غزة.

وعند منتصف الليل أطلقت حماس دفعة جديدة من الصواريخ باتّجاه مدن إسرائيلية بينها تل أبيب.

وتتكثف المفاوضات الدبلوماسية في الكواليس سعيا لوضع حد للعنف، ومن المقرر في هذا السياق أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عبر الفيديو الأحد، فيما تظاهر عشرات الآلاف في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا دعما للفلسطينيين.

ويلتقي مسؤول الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في وزارة الخارجية الأميركية هادي عمرو، مع القادة الإسرائيليين في القدس الأحد قبل التوجه إلى الضفة الغربية المحتلة لإجراء محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين.

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “سخطه” إزاء “تزايد أعداد الضحايا المدنيّين”، وعن “انزعاجه الشديد” لتدمير المبنى الذي يضم مكاتب وسائل الإعلام.

– “صدمة وارتياع” –
وأعربت وكالة أسوشييتد برس عن “صدمتها وارتياعها”، وقال مديرها التنفيذي غاري برويت في بيان “لقد تفادينا بصعوبة خسائر فادحة في الأرواح”.

وقال وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية إنّ إسرائيل لا تريد “فقط نشر الدمار والقتل في غزة، وإنما تحاول إسكات الأصوات الإعلامية التي تشاهد وتوثق وتنقل حقيقة ما يجري”.

وفي باريس، أكّدت وكالة فرانس برس على لسان رئيسها التنفيذي فابريس فريس “تضامنها الكامل مع وسائل الإعلام التي دمّرت مكاتبها في غزة”، مطالبة باحترام “الحقّ في الإعلام”.

وقال فيل شيتويند مدير الأخبار في فرانس برس “لقد صُدمنا بشدّة لاستهداف مكاتب إعلامية بهذه الطريقة”.

وكان المبنى حيث مكتب وكالة فرانس برس في غزة استهدف عام 2012 بصواريخ إسرائيلي بدون أن يسفر القصف عن إصابات بين الصحافيين الموجودين فيه.

– “النكبة” –
وفي حين لا تظهر بوادر تهدئة بين إسرائيل وحماس في غزة، اشارت أحدث حصيلة فلسطينية رسمية إلى مقتل 145 شخصاً، بينهم 41 طفلا، وإصابة 1100 آخرين من جرّاء القصف المستمر منذ الإثنين.

وبدأت العملية الإسرائيلية، وهي الأكبر منذ 2014، رداً على صواريخ أطلقتها حركة حماس على إسرائيل “تضامنا” مع مئات الفلسطينيين الذين أصيبوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية وداخل المسجد الأقصى.

وكانت السلطات الإسرائيلية في حال تأهب قصوى السبت مع اندلاع مزيد من الاحتجاجات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

ويحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة العام 1948 في 15 أيار/مايو من كل عام.

ومساء السبت، قُتل فلسطينيان في مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، غداة إحدى أعنف المواجهات منذ سنوات في المنطقة (11 قتيلا)، وفق أجهزة الصحة الفلسطينية.

وهدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس “بإلغاء إجراءات مساعدة الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني بعد (أزمة) كورونا”، وذلك في حال حدوث اضطرابات في الأراضي التي تحتلّها إسرائيل.

وتواجه إسرائيل داخلياً تصعيداً للعنف بين اليهود والعرب في المدن “المختلطة” حيث يعيشون عادة معاً، لا سيّما في اللّد (وسط) ويافا القريبة من تل أبيب، وعكّا في شمال البلاد.

كذلك سجّلت عدة حوادث عند الحدود مع لبنان، بما في ذلك محاولة تسلل مسلّحين، بحسب الجيش الإسرائيلي.

المصدر: © AFP

Related Posts