اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء أن تسريب التسجيل الصوتي العائد لوزير خارجيته محمد جواد ظريف، يهدف الى التسبب بـ”اختلاف” داخلي تزامنا مع المباحثات في فيينا مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي.
وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن “سرقة مستند، تسجيل، هو أمر يجب التحقيق به. لماذا في هذا الوقت؟ أعتقد أن هذا الشريط (…) كان يمكن أن يتم نشره قبل أسبوع أيضا”.
وأضاف “لكن تم نشره في وقت كانت (مباحثات) فيينا في ذروة نجاحها، وذلك بهدف خلق اختلاف داخل” إيران، في أول تعليق له على التسريب الذي تحدث فيه ظريف عن دور للعسكر في السياسة الخارجية، وأثار جدلا في الجمهورية الإسلامية.
وتزامن نشر التسجيل مع مباحثات تجريها طهران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، للبحث في عودة الولايات المتحدة إليه بعد انسحابها الأحادي منه عام 2018 وإعادتها فرض عقوبات على طهران، وعودة الأخيرة الى التزاماتها بموجبه، والتي كانت تراجعت عن غالبيتها في أعقاب الانسحاب الأميركي.
وأبرم الاتفاق في الولاية الأولى لروحاني، بعد مفاوضات شاقة قادها ظريف بشكل أساسي.
وفي الآونة الأخيرة، أكد مشاركون في المباحثات تحقيق تقدم في سبيل إحياء “خطة العمل الشاملة المشتركة”، مع إقرارهم بوجود الكثير من العمل الإضافي المطلوب لبلوغ نتائج ملموسة.
ويتحدث ظريف في التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات ونشرته الأحد وسائل إعلام خارج إيران، الى دور وازن للعسكر في السياسة الخارجية أداه خصوصا اللواء الراحل قاسم سليماني.
وتطرق روحاني الى هذه المسألة، مشددا على أن الدبلوماسية والميدان العسكري شقان لا يتعارضان في إيران.
وأوضح أن “الميدان والدبلوماسية ليسا مجالين متعارضين. اذا اعتقد أحد أن الميدان أو الدبلوماسية، السياسية الخارجية أو السياسة الدفاعية، أو يجب أن ينجح الميدان أو المفاوضات (أحدهما فقط)، فهذا أمر غير دقيق”.
وشدد على أن في إيران “كل المسائل المعقدة للسياسة الخارجية والمجال الدفاعي تتم مناقشتها في المجلس الأعلى للأمن القومي”.
ونوّه روحاني بسليماني الذي اغتيل بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام 2020. وكان القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية لأعوام طويلة.
وقال “المستشار الأفضل في السياسة الخارجية، أقله بشأن المنطقة، كان الشهيد سليماني. هذا يعني أنه إذا أردنا أن نتحدث الى شخص على اطلاع بالسياسة الإقليمية ولديه آراء محددة صريحة، كان الشهيد سليماني”.
وكان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده أكد الإثنين أن التسجيل هو جزء من حوار امتد سبع ساعات ولم يكن مخصصا للنشر، وتضمن “آراء شخصية” لظريف الذي يتولى مهامه منذ 2013.
وشدد روحاني الذي لا يحق له دستوريا الترشح للانتخابات المقبلة، على أن “من مواضع الفخر في بلادنا أنه يمكن للمسؤولين التعبير عن رأيهم بحرية (…) لكن بعض الآراء التي يتم التعبير عنها لا يمكن نشرها لأن العدو سيسيء استخدامها. عادة ما نصفنها سرية”.
وأشار الى ان بعض ما تم نشره من آراء لظريف “طبيعي، لكن بعضها ليست رأي الحكومة أو الرئيس. أي وزير أو مسؤول يمكن أن تكون له آراء، ويرغب في أن تبقى طي الكتمان من أجل المستقبل”.
المصدر: © AFP