أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال زيارته طهران، مضي العراق بالحوار الستراتيجي مع واشنطن، لتعزيز مصالح البلاد.
وحسب بيان صادر عن الوزارة أنه أجرى وزير الخارجيّة فؤاد حسين اليوم السبت، 27 شباط، 2021، زيارةً إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة رافقه فيها وفد ضمَّ مدير المصرف العراقي للتجارة سالم الچلبي، ورئيس دائرة الدول المجاورة بمركز الوزارة إحسان العوّادي، والمتحدّث باسم الوزارة أحمد الصَحّاف.
الوزير العراقي التقى خلال زيارته بالمستشار الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وبوزير الخارجيّة محمد جواد ظريف، وفقا للبيان، أجرى خلالها حواراتٍ معمّقة شملت عدّة ملفات تختص بالعلاقات الثنائيّة والأمن، فضلاً عن التطرّق لتطورات الوضع الإقليمي والدولي وإنعكاساته على أمن وأستقرار العراق والمنطقة.
فؤاد حسين خلال لقائه شمخاني، أكّدَّ على أهميّة العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والارتكان لكل ما من شأنه خفض التوتر، تحقيقاً لمفهوم الأمن الجماعي، مضيفا “العراق لايزال يواجه جماعات داعش الإرهابيّة وأنَّ أيّ أعمالٍ تضر بأمن العراق وإستقراره ستعقّد المشهد وتصرف الأولويّة عن إستكمال صفحات المواجهة مع داعش”.
وبشأن التعاملات المصرفيّة، عرض حسين أهم الخطوات التي عمِلتْ عليها الحكومة لتيسير هذه التعاملات بين الجانبين بما ينعكس على المصالح المُشتركة.
بدوره أعرب شمخاني عن التزام إيران “بدعم العراق تجاه كل ما يُعَدُّ تهديداً لأمنه وسيادته”، قائلاً: الضربات التي طالت مواقع مختلفة في العراق مؤخراً من قبل جماعات مشبوهة تضر بسيادة العراق، مضيفا ان هذه الضربات “موضع ادانة ورفض الحكومة الإيرانيّة”.
إلى ذلك بحث الجانبان “استعدادات الحكومة العراقيّة لإجراء الإنتخابات وتطرّقا إلى الحوار الستراتيجي مع واشنطن”، حسب البيان، فيما أشار الوزير الى ان “بغداد ماضية به لتحقيق المصالح المرجوّة وبما يعزز مصالح العراق”، موضحا “الأثر المتحقق من جولات الحوار السابقة وانعكاسها على خفض عديد القوات الأميركية”.
وزير الخارجية لفت الى ان العراق مايتمتع به من توازن “يتيح له أخذ أدوار محوريّة يعزز من خلالها أمنه وسيادته ويشارك هذا التوازن مع دول الجوار”، معربا عن شكره “للحكومة الإيرانيّة وشمخاني وظريف على مواقف الرفض تجاه الضربات التي طالت المنطقة الخضراء في بغداد وأربيل وقاعدة بلد الجويّة”: هذه الأعمال لاتخدم المصالح السيادية للعراق.
وبحث وزير الخارجية فؤاد حسين مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف “الوضع الإقليمي وما يحمل من تفاعلات جديدة في ظلِّ إدارة الرئيس الجديد للولايات المتحدة”، فيما أكّدَ الوزيران إستمرار التشاور في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك وصولاً لما يحقق مصالح الشعبين الجاري”.
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الحكومة العراقية الى كشف منفذي الهجمات الأخيرة على مصالح غربية، معتبرا خلال استقباله نظيره العراقي فؤاد حسين، أن الهدف منها قد يكون الإساءة للعلاقات بين طهران وبغداد.
ووصل حسين اليوم الى طهران، في زيارة تأتي بعد أقل من 48 ساعة على قصف أميركي في شرق سوريا، استهدف بنى تحتية لفصائل عراقية تعدها واشنطن “مدعومة من إيران”. وجاء القصف بعد سلسلة استهدافات صاروخية في العراق لمصالح غربية منها السفارة الأميركية، حمّلت الولايات المتحدة إيران والفصائل القريبة منها، المسؤولية عنها.
وعقد ظريف اجتماعا مع حسين، اعتبر خلاله أن الهجمات الأخيرة “مشبوهة، يمكن أن يكون قد خطط لها بهدف الإخلال بالعلاقات الإيرانية العراقية وضرب أمن واستقرار هذا البلد”، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية في بيان.
وأكد “ضرورة قيام الحكومة العراقية بالعثور على مسببي هذه الحوادث”.
وكرر ظريف إدانة الجمهورية الإسلامية للقصف الذي نفذه الطيران الأميركي على أهداف لفصائل عراقية في شرق سوريا.
ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أن هذا القصف هو بمثابة “رسالة” الى إيران والمجموعات القريبة منها.
وتأتي الضربات في ظل تجاذب بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي الايراني واعادة إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018 خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب.
وادان ظريف “التحرك الأميركي الخطير في الاعتداء على القوات العراقية في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا”، معتبرا “هذه الهجمات غير القانونية انتهاكا لسيادة البلاد”، وفق البيان.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أعرب الجمعة عن إدانة إيران “بشدة الهجمات العدوانية وغير القانونية للقوات الأميركية”، معتبرا إياها “انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة الأراضي السورية، وخرقا للقوانين الدولية، ومن شأنها تصعيد المواجهات العسكرية والمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وهي الزيارة الثانية التي يجريها وزير الخارجية العراقي الى طهران في الشهر الحالي.
وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة، اذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات أبرزها التجارة والطاقة، بينما يمثّل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية.