بارزاني: نتاج التحقيق في هجوم اربيل وصلت لمراحلها الاخيرة وسنعلنها قريباً للرأي العام

أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن نتائج التحقيق في هجوم أربيل ستُعلن للرأي العام وهي التي تحدد هوية المنفذين، معبراً عن أمله في أن “تتمكن الحكومة الاتحادية من فرض القانون على الجميع”.

جاء ذلك في مقابلة مع قناة فرانس 24، عرضت حكومة إقليم كوردستان مقتطفات منها في بيان حيث شدد مسرور بارزاني على أن الاعتداء الصاروخي الذي استهدف أربيل منتصف الشهر الجاري كان “هجوماً إرهابياً”، وأشار إلى أن نتائج التحقيق الأولية “أحرزت تقدماً جيداً وأظهرت إشارة جيدة على من يقف وراءه”.

وأشار رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى “وجود عدة جماعات أعلنت مسؤوليتها عن الاعتداء، ولكن لا يمكن الاعتماد على ما تعلنه تلك المجاميع في بياناتها، بل أن التحقيق هو الذي سيبثت ذلك وسيتم إعلان نتائجه للرأي العام متى ما اكتمل”.

وفي 15 شباط الجاري، تعرضت أربيل لهجوم صاروخي أسفر عن مقتل متعاقد أجنبي وإصابة ثمانية آخرين بينهم جندي أميركي إلى جانب مقتل مواطن آخر وإصابة آخرين بالهجوم ذاته، وكان الهجوم هو الثالث من نوعه خلال الأيام الماضية، حيث أطلقت مساء يوم السبت الماضي أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين والتي تأوي جنوداً أميركيين دون إيقاع إصابات، فيما كان الثالث، مساء الإثنين باستهداف المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم مقرات حكومية عليا وبعثات دبلوماسية أبرزها هي السفارة الأميركية التي كانت في مرمى الصواريخ مؤخراً.

وأبدى رئيس الحكومة دعمه “لأي جهد لوقف ما يقوض الاستقرار في العراق ولا سيما إقليم كوردستان”، آملاً “في أن تتمكن الحكومة الاتحادية من فرض القانون على الجميع”، خلال الرد على سؤال بشأن الميليشيات والجماعات المسلحة المنفلتة.

وعقب الهجوم تم الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيقية مشتركة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لملاحقة منفذي الهجوم، وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، خلال جلسة مجلس الوزراء أن هجوم أربيل الذي استهدف إقليم كوردستان “يهدف إلى خلق الفوضى وخلط الأوراق”، مشيراً إلى سعي حكومته إلى “إبعاد البلد عن الصراعات وأن لا يكون العراق حديقة خلفية لها”، مشيراً إلى إصداره توجيهاً “بفتح تحقيق مشترك بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لإلقاء القبض على المجرمين”.

وكانت “سرايا أولياء الدم” أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، قائلةً إنها قامت بذلك انتقاماً لاغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا بغارة أميركية في 3 كانون الأول 2020.

وبشأن الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، قال مسرور بارزاني: “لا يُمكن إصدار حكم شامل على الحشد الشعبي، لأن هذه القوة تضم العديد من الفصائل، لكننا نأمل أن تتمكن الحكومة العراقية ومؤسساتها القانونية من إخضاع جميعها لإمرة القانون”.

ونفذت الولايات المتحدة ليلة الخميس/ الجمعة، غارات جوية على الحدود العراقية – السورية، استهدفت منشآت تابعة لما قال البنتاغون إنها “ميليشيات” مدعومة من إيران، مسؤولة عن الهجمات الأخيرة ضد الأميركيين وحلفائهم في العراق.

تهديدات داعش، كانت أحد محاور المقابلة، وحذر رئيس وزراء إقليم كوردستان من أن “التنظيم بدأ بإعادة تنظيم نفسه مستغلاً بذلك الفراغ الأمني في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان”، ذاكراً طرح عدة مقترحات للحكومة الاتحادية لسد الفراغ الأمني في تلك المناطق، “ويتضمن بعضها نشر قوات رسمية ونظامية من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم”.

ومن المقرر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة عقد اجتماعات بين قيادة العمليات المشتركة مع قيادة قوات البيشمركة للتباحث حول “عدة محاور هامة”، بحسب المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، تحسين الخفاجي، الذي أعلن لرووداو قرب عقد اجتماعات مكثفة مع قيادة البيشمركة، للتقليل من الفراغات الأمنية على الأرض بين الجانبين وخاصة في المناطق المتنازع عليها من خلال الدفع بقطعات الجيش والبيشمركة للقضاء على الإرهاب فيها، وكذلك العمل المشترك بين الجيش والبيشمركة لملاحقة “الإرهابيين” وفتح مراكز جديدة للتنسيق بين الجانبين.

وأوضح مسرور بارزاني أن داعش لا يزال يشكل مشكلة رئيسة، ودعا المجتمع الدولي إلى إجراء متابعة وثيقة حيال ما يُستجد بشأن التنظيم. متابعاً: “لقد نجح داعش في تجنيد المزيد من الأشخاص، وقد نفذ العديد من العمليات ضد قوات الأمن العراقية وضد المدنيين أيضاً”.

وتشهد معظم المناطق المتنازع عليها فراغاً أمنياً وتصاعداً لتحركات داعش، منذ أربع سنوات أي بعد أحداث 16 اكتوبر 2017، وسيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي على كركوك ومناطق كوردستانية أخرى، حيث تستهدف تلك المناطق بهجمات تطال المدنيين والقوات الأمنية، ورغم الإعلان مؤخراً عن التوصل لاتفاق مشترك بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة بهدف ملء تلك الفراعات لكن الاتفاق لم ينفذ على أرض الواقع بعد.

وحول انتشار عناصر حزب العمال الكوردستاني، حمّل مسرور بارزاني الحزب “المسؤولية عن التوغل العسكري التركي في المنطقة من خلال استفزاز أنقرة ودفعها للانتقام، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه يؤيد أي حل سلمي ينهي الصراع في المنطقة بشكل نهائي”.

وكانت أنقرة قد شنت في 10 شباط 2021 عملية جوية على سلسلة جبال كَاره في دهوك واستمرت أربعة أيام، ورغم إعلانها عن انتهاء العملية رسمياً، لكن تركيا تشن قصفاً متفرقاً في المنطقة بين الحين والآخر.

وقال مسرور بارزاني: “نأمل أن يدرك حزب العمال الكوردستاني أن الوجود العسكري في قرى الإقليم وجباله لن يخدم أي أحد… ونحن نرفض أي عمل يزعزع أمن واستقرار الجوار”.

وفي سياق منفصل، وصف رئيس حكومة إقليم كوردستان، الزيارة للمرتقبة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان إلى إقليم كوردستان بـ “التاريخية”، وقال: “إن الزيارة لن تكرّم المسيحيين فحسب، بل نعتبرها تقديراً وتكريماً لواقع التعايش السلمي في إقليم كوردستان”، معرباً عن أمله في أن تؤدي الزيارة إلى مزيد من الدعم الدولي للاجئين والنازحين في إقليم كوردستان.

ومن المقرر أن يصل البابا فرنسيس إلى أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، في 7 آذار 2021، ضمن زيارته إلى العراق التي تبدأ في الخامس من آذار 2021 وتستمر ثلاثة أيام.

وحسب بيان صادر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي فإن البابا فرنسيس سيزور بغداد ومدينة أور الأثريّة وأربيل والموصل وقرقوش، كما سيجتمع البابا مع كل من رئيس إقليم كوردستان نجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، في قاعة الاجتماعات الخاصة بكبار المسؤولين.

Related Posts