أهم ما جاء في رسالة السيد عمار الحكيم المؤرخة في 20 تموز الجاري والتي جاءت رداً على رسالة السيد عادل عبد المهدي:
🔷ان اسمى الاهداف التي دفعتنا الى المعارضة هو حماية العملية السياسية من الاضطراب ومدها بأسباب الاستقرار، والمعارضة حاجة ضرورية في المجال السياسي وليس عبئاً أو مصدر إزعاج للسلطة او للحكومة.
🔶إن مطالباتنا المستمرة بتمكين المعارضة ليست مطالب متعلقة بتيار الحكمة الوطني , فالمعارضة مشروع استراتيجي اكبر من القوى السياسية التي تنضوي فيه اليوم، فالسلطة تداول، وحاكموا اليوم هم معارضوا الغد والعكس صحيح أيضاً.
🔷سيادتكم قد نظَّر وكتب العديد من المقالات في أهمية المعارضة السياسية، وانتم اليوم امام فرصة تأريخية لتنفيذ رؤاكم السابقة حول المعارضة وانتم في صدارة المواقع الحكومية.
🔶ان مخاوف تعطيل الحكومة و عرقلة عملها و توقف المصالح العامة ، تعتبر من أهم الأسباب الرئيسة لدعوتنا الى وجوب التأسيس للمعارضة الوطنية الدستورية البناءة.
🔷نادينا بشكل مبكر و قبل سنتين بضرورة تشكيل التحالفات الإنتخابية و السياسية العابرة للمذهبية و القومية في البلاد كخطوة تمهيدية أولى لفرز المساحات ، الى جانب تطمين التنوعات المجتمعية.
🔶ان مشاركة الجميع في الحكومة و خلو الساحة من وجود قوى معارضة واضحة ، ستقود العملية السياسية لامحالة الى منزلق الأجندات المجهولة و الممارسات التخريبية و ردود الأفعال العنفية كما حصل في الأعوام الماضية.
🔷تباحثنا و إتفقنا فيما مضى أن المعارضة الوطنية فكرة حقة و تجربة ضرورية لتمتين و تكريس النظام الديمقراطي التعددي في العراق وهي بحاجة الى تأسيسات متينة و رصينة تصحح المسار الديمقراطي المتعرج في البلاد.
🔶أعبر لسيادتكم عن قلقي الكبير و مخاوفي الجمة من إستمرارية أوضاع البلاد على ما هي عليه الان، فما أراه في الأفق ليس محدودا في الظرف الراهن بل هي عاصفة قادمة تهدد النظام بأكمله.
🔷الفجوة الحاصلة بين القواعد الشعبية و بين الحكومات المتعاقبة تتسع يوما بعد آخر لتشمل التشكيك و الابتعاد و التراجع عن أصل النظام الديمقراطي و البرود الشعبي تجاهه.
🔶المعارضة يجب أن تكون المتنفس الحر و القانوني الفاعل للناس من أجل تمسكهم بنظامهم السياسي الديمقراطي الذي يتيح لهم تعدد الخيارات و تحميل المسؤوليات للجهات ذات الصلة بوضوح.
🔷مطالبة دعم الجميع للحكومة سوف لاتعالج هشاشة النظام بل تزيده ركاكة و عدم مصداقية و تحديد لخيارات المواطنين، مما سينعكس سلبا على الحكومة الحالية و الحكومات القادمة و النظام السياسي برمته.
🔶أعتقد ان وجود سيادتكم على رأس المؤسسة التنفيذية من جهة و تبني تيار الحكمة الوطني كجهة منظمة و منضبطة و معتدلة زمام تأسيس المعارضة من جهة أخرى ، عوامل مساعدة في تحقيق الغرض و إنجاح التجربة.
🔷إن المخاوف الأمنية المذكورة في رسالتكم ومنها انفلات الأمور و انجرارها الى التخريب و الحرق و العنف، هي مخاوف قائمة بوجود المعارضة و عدمها وهي ممارسات تمت في السنوات الماضية التي لم تكن المعارضة قد ظهرت فيها بعد.
🔶أدعو الى تعاون الحكومة مع المعارضة لضبط الساحة و اسقاط مبررات العنف فيها و فرز المعتدين عن السلميين وتثقيف الشارع على ممارسة حقوقه المشروعة في المطالبة و التظاهر و النقد ضمن أساليب قانونية ، سلمية ، هادفة.
🔷أن وجود المعارضة الوطنية ليست السبب الرئيس في الإنفلات الأمني المحتمل بل الأسباب الرئيسة تكمن في ضعف الحكومات المتعاقبة في تطبيق القانون و حصر السلاح بيد الدولة و تطوير المعالجات الأمنية.
🔶نحن لانكلف الحكومة الا وسعها ودور المعارضة سيكون عاملا مساعدا و دافعا قويا لنجاحها و ليس إفشالها أو عرقلتها.
🔷ماحصل هو أن سيادتكم وبناء على قرائتكم للساحة و معادلات تشكيل الحكومة فضلتم العمل مع كيانات سياسية و وطنية أخرى ونحن نقدر ونتفهم ذلك ونحترم قراراتكم و اختياراتكم، ولكن هذا لايعني اتهامنا بالتخلي عن المسؤولية او رميها او تحميلها لغيرنا.
🔶نؤمن بضرورة التدرج في الخيارات ، فكلما استجابت الحكومة لمشروعنا التقويمي كلما كنا أكثر دعما و اسنادا لها و كلما تنصلت عن التزاماتها او استجابتها لمطاليبنا المشروعة كلما دفعتنا بإتجاه التصعيد في أدوات الضغط السلمية.
🔷التصعيد لايعني بتاتا استخدام العنف او التخريب او العرقلة بل التصعيد في المواقف برلمانيا و اعلاميا و من حيث المظاهرات و التجمعات و الأساليب القانونية المتاحة الأخرى واعتماد كافة الخيارات الدستورية والقانونية.
🔶رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى ونتمنى من سيادتكم أن تدعموا الخطوة الأولى ليس بالتشكيك و الشبهات و المخاوف الملقاة من بعض الأطراف بل بالرجوع الى أفكاركم و تنظيراتكم و رؤاكم التي عرفناكم بها رجلا للدولة لا رجلا للسلطة أو الحكومة الوقتية الزائلة.
LEAVE A COMMENT