تلقّى مليون أميركي حتّى الآن جرعة أولى من لقاح ضدّ كوفيد-19، حسب ما أعلن، مدير الوكالة الرئيسيّة للصحّة العامّة في الولايات المتّحدة، وهي خطوة “حاسمة” لكنّها تعكس في الوقت نفسه تأخّرًا في برنامج التلقيح.
وقال روبرت ريدفيلد إنّ “الولايات المتّحدة قطعت اليوم مرحلة أولى لكنّها حاسمة. السلطات المحلّية أبلغتْ عن تلقّي أكثر من مليون شخص جرعةً أولى من لقاح ضدّ كوفيد-19 منذ بداية حملة التلقيح قبل 10 أيّام”.
لكنّ رئيس مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها شدّد في الوقت نفسه على أنّ “طريقًا صعبًا” ينتظر الولايات المتحدة في حملة التلقيح التاريخيّة هذه.
أمّا منصف السلاوي، مستشار البرنامج الذي أطلقته الحكومة الأميركيّة لتطوير لقاحات ضدّ فيروس كورونا، فقال من جهته إنّ هدف تلقيح 20 مليون شخص في البلاد بحلول نهاية العام “لن يتحقّق على الأرجح”.
وتسعى الولايات المتّحدة إلى تلقيح 100 مليون شخص قبل نهاية الرّبع الأوّل من 2021، و100 مليون آخرين قبل نهاية الرّبع الثاني، حسب السلاوي.
ودعا ريدفيلد الأميركيّين إلى الاستمرار في ممارسة التّباعد الجسدي ووضع كمامات، طالما أنّ اللقاح لم يُعط بعد لجميع سكّان البلاد.
يأتي ذلك، في وقت يُواصل الفيروس تفشّيه في الولايات المتّحدة التي سجّلت أكثر من 210 آلاف إصابة جديدة الأربعاء. وتُعتبر البلاد الأكثر تأثّرًا بالفيروس في العالم، بتسجيلها نحو 325 ألف وفاة جرّاءه.
ووافقت السلطات الصحّية الأميركيّة حتّى الآن على توزيع لقاحين عائدين لكلّ من فايزر/بيونتك وموديرنا. وبدأت حملة التلقيح في 14 كانون الأوّل.
-مناعة بين 70و85%-
من جهته، قال كبير الخبراء الأميركيّين المتخصّصين بالأمراض المعدية أنطوني فاوتشي الأربعاء، إنّه إذا سارت عمليّة تلقيح السكّان في الولايات المتّحدة بسلاسة، فقد يصل مستوى المناعة ضدّ الفيروس في البلاد إلى ما بين 70 و85 في المئة بحلول الصيف المقبل.
وصرّح “عندما سيحصل ذلك، ستُصبح هناك مظلّة من الحماية للبلاد بكاملها”.
وأضاف أنّ نزلاء دور المسنّين ومُقدّمي الرعاية والعاملين الأساسيّين والأشخاص المعرّضين للخطر، يجب منحهم الأولويّة عبر إعطائهم حقنة من اللقاح بحلول آذار، وأوائل نيسان.
وفاوتشي الذي كان مستشارًا خاصًّا بشؤون فيروس كورونا في البيت الأبيض وسيشغل هذا المنصب مجدّدًا بعد تولّي الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في 20 كانون الثاني، قال إنّه “يمكننا أن نبدأ في نيسان، ما أسمّيه +الموسم المفتوح+ للّقاحات، ما يعني أنّ أيّ شخص يريد تلقّي اللقاح سيكون بإمكانه فعل ذلك”.
ولمّح فاوتشي إلى إمكان استئناف الزيجات في الولايات المتّحدة في شكل طبيعي بحلول حزيران، أو تموز 2021.
-جرعات إضافية-
تأتي هذه التصريحات في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) أنّ الولايات المتّحدة اشترت 100 مليون جرعة إضافيّة من اللقاح المضادّ لكوفيد-19 المطوّر من فايزر-بايونتيك، على أن تُسلّم بحلول تمّوز.
وبذلك، يصل عدد الجرعات التي اشترتها الولايات المتّحدة إلى 400 مليون – نصفها من فايزر والنصف الآخر من موديرنا – ما يسمح بتلقيح 200 مليون شخص، لأنّ اللقاح يُعطى في جرعتَين بفارق شهر.
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أنّه “بموجب الاتّفاق، ستسلم فايزر 70 مليون جرعة على الأقلّ بحلول 30 حزيران 2021 والباقي في 31 تمّوز على أبعد تقدير”.
ويُعطي الاتّفاق الحكومة الأميركيّة خيار شراء 400 مليون جرعة إضافيّة من لقاح فايزر، حسب البنتاغون، في حين اتُّهمت إدارة ترامب بتفويت فرصة تأمين كمّيات كبيرة من اللقاح.