أصدر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي جملة من القرارات بشأن اقتحام ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية اليوم وحرق خيام المتظاهرين ومنها إقالة قائد الشرطة وتشكيل لجنة للتحقيق وإعلان حظر التجوال فيها، مؤكداً أن “توتير الأوضاع ليس من مصلحة البلد”.
وقال يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في بيان: إن الكاظمي، قرر إقالة قائد الشرطة في محافظة ذي قار وتشكيل لجنة للتحقيق في احداث اليوم التي جرت في المحافظة، وإعلان حظر التجوال فيها، وإلغاء اجازات حمل السلاح، لمنع المزيد من التداعيات التي تضر السلم الأهلي في العراق.
وشدد الكاظمي على أن “توتير الأوضاع في العراق ليس في مصلحة البلد وأن لا بديل عن القانون والنظام والعدل ومن ضمن ذلك العدل تجاه الدماء التي أريقت في أحداث اليوم”.
وأوضح أن الحكومة العراقية التزمت بتعهداتها وحددت موعداً للانتخابات ليكون صندوق الاقتراع هو الفيصل الوحيد لتحديد المواقف، “وأن بديل هذا الصندوق هو الفوضى التي لا يقبلها دين ولا مبدأ ولا منطلق وطني”.
ودعا الكاظمي المواطنين إلى “الالتزام بالتعليمات الحكومية لصون الدم العراقي الزكي وقطع الطريق على من يريد بهذا البلد واهله الشر، حفظ الله العراق وشعبه”.
ومساء اليوم، قتل أربعة أشخاص على الأقل بالرصاص وأصيب عشرات في صدامات بين متظاهرين معارضين للحكومة وآخرين من مؤيدي مقتدى الصدر في مدينة الناصرية في جنوب العراق.
وتجمّع عشرات الآلاف من أنصار الصدر في الناصرية وبغداد الجمعة في استعراض للقوة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في حزيران المقبل.
وحجبت تظاهرات أنصار التيار الصدري حركة الاحتجاج الشبابية في معظمها التي بدأت في تشرين الأول 2019 قبل أن يتراجع زخمها في الأشهر الأخيرة نتيجة التوتر السياسي وتفشي فيروس كورونا المستجد.
وأفادت مصادر طبية بإصابة نحو 51 شخصا، تسعة منهم بالرصاص. وأشارت إلى مقتل أربعة آخرين.
وتمثل الناصرية معقلا رئيسيا لحركة الاحتجاج ضد الحكومة، كما شهدت المدينة إحدى أكثر الحوادث دموية منذ بدء الاحتجاجات، إذ سجلت سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا في أعمال عنف رافقت التظاهرات في 28 تشرين الثاني العام الماضي.
وأثارت تلك الحادثة غضبا واسعا في أنحاء العراق، ودعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيّد علي السيستاني إلى استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي.
ومدّ رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يده للمتظاهرين، وهو يسعى لتحقيق أحد أهم مطالبهم عبر إقراره انتخابات برلمانية في حزيران 2021.
ودعا التيار الصدري إلى تنظيم تظاهرات الجمعة للمطالبة بمحاربة الفساد، لكنها تأتي أيضا في سياق التحضيرات لانتخابات العام المقبل.
ورغم تفشي وباء كورونا، أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في ساحة التحرير ببغداد والشوارع المحيطة بها، وفق ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس.
ورفع أنصار التيار الصدري الجمعة أعلام العراق وصورا لرجل الدين، يظهر في بعضها وهو يرتدي لباسا عسكريا وهي تعود إلى فترة تزعمه تنظيم “جيش المهدي” المسلح.
ولم يشارك مقتدى الصدر في التظاهرة ببغداد، وهو نادرا ما يظهر في تجمعات عامة.