أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر تردده في خوض الانتخابات المقبلة، لكنه دعا أنصاره إلى الاستعداد لها.
ونقل صالح محمد العراقي المقرب من الصدر ما دار بينهما من حوار عبر منشور في الفيسبوك قال زعيم التيار الصدري فيه: “إنني أتجرع السم حينما أفكر في دخول الانتخابات المقبلة.. وأتجرع الويلات فيما إذا قررت عدم دخولها علناً”.
وأضاف الصدر: “سيقولون إنني متذبذب القرار في الدخول بالانتخابات، فقد صرح بعدم دخولها واليوم قد غير رأيه”، مبيناً: “أنني إلى الآن لم أقرر الدخول.. بل وإن قررت عدم الدخول والخوض فيها، لكن على جميع المحبين التهيؤ لها على كل حال”.
وفي وقت سابق حدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السادس من حزيران المقبل موعداً لإجراء الانتخابات المبكرة.
وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت في 12 أيار 2018، قاد الصدر بشكل غير مباشر تحالف سائرون الذي ضم عدداً من الكيانات السياسية وهي حزب الاستقامة التابع للتيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي وخمس أحزاب أخرى وحصد 54 مقعداً في مجلس النواب.
وفيما يلي نص منشور محمد صالح العراقي:
بعد نشري المقالة بالأمس
ذهبت اليوم ماثلاً بين يدي قائدي وقد بدت قسمات الحزن على وجهي
فبادرني قائلا: هم خذلوك الصدريين؟!.
قلت: تقريباً.
فقال والجد يعتلي وجهه: لا تهتم… فقد عصفت بهم المشاكل وكثُر بينهم المرجفون وازدادت خلافاتهم ففيهم سماعون للكذب.
ثم سكت هنيئة وقال: إن اعتمادنا الحقيقي على الله وعلى المخلصين.
واعلم يا صالح.. إنني أتجرع السم حينما أفكر في دخول الانتخابات المقبلة.. وأتجرع الويلات فيما إذا قررت عدم دخولها علناً.
فقلت له: ليش!؟
فقال: هذه المرة ليس العدو هو (الفساد) فحسب لكي أتجنبهم ولا ندخل معهم في الانتخابات، بل هناك من يريد إزاحة العراق عن منزلته الدينية والعقائدية والاجتماعية فيبيحون الحرام وينشرون الفساد ويطبّعون مع العدو ويتقبلون الفواحش ويقننون الزواج المثلي وينشرون المجون والثمالة تحت غطاء الحرية والديمقراطية.
فقلت: سيدنا.. وترددت في إكمال الكلام
فقال: يقولون إنني متذبذب القرار في الدخول بالانتخابات، فقد صرح بعدم دخولها واليوم قد غير رأيه.. مو؟
فقلت خجلاً : نعم
قال: إنني إلى الآن لم أقرر الدخول.. بل وإن قررت عدم الدخول والخوض فيها، لكن على جميع المحبين التهيؤ لها على كل حال، واشكالهم هذا يذكرني بما قالوه ضد السيد الوالد (تقدست نفسه الطاهرة) حينما أمر بالسير الى كربلاء ثم عدل عنه وقال لا تذهبوا.. والتاريخ يعيد نفسه بصورة جديدة.
يا صالح: الأهم من كل ذلك أن لا نضيع العراق ونسلمه بأيديهم بأي طريقة (سلمية) كانت.. وان كنّا قادرين على حمل السلاح إلا ان حمل السلاح لم يأن أوانه.. فالعراق بحاجة الى السلم والسلام والاصلاح والصلاح.. فحي على الصلاة وحي على الفلاح وحي على خير العمل وحي على الاصلاح.
وهذا آذان مني لكم أن تجهزوا انفسكم لحماية الوطن ودرء التشويه عن ديننا وعقيدتنا.. فقد نذرت نفسي ومن تبعني الى يوم الدين من أجل إعلاء كلمة الدين والمذهب والوطن.
فقلت له: كلماتك وان كانت بلسماً يشفي بعض جورحنا إلا إنها تخفي الألم والحزن.
فقال: نعم انني حزين على الثلة المؤمنة التي تتلاعب بها أيدي الداخل والخارج مع شديد الاسف… وأملي بالله ان يوحّد صفوفهم وأن يتناسوا خلافاتهم لا لأجل الانتخابات فقط بل من أجل أمور أعلى وأهم.. فلعلي إن وجدتهم موحدين متآخين يزول عني بعض ذلك الحزن والألم .. والله خير ناصر وخير معين.