كشفت سفيرة العراق لدى روما صفية السهيل عن ان ايطاليا، التي تعد الشريك الاوروبي الأول للعراق في الوقت الحالي والمستورد الرابع عالمياً لنفطه، بصدد تسيير رحلة مساعدات طبية الى العراق في شهر ايلول المقبل لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، وفي حين اشارت إلى تسلم وزير خارجيتها دعوة لزيارة العراق، اكدت وجود مشروع اتفاقية للنقل الجوي بين البلدين.
وقالت السهيل: ان ايطاليا بصدد تقديم مساعدات طبية الى العراق لمواجهة تفشي وباء “كورونا”، اذ اكدت نائب وزير الخارجية الايطالي مارينا سيريني ان بلادها ستسير رحلة مساعدات طبية الى العراق في شهر ايلول المقبل، مبينة أننا وبالتعاون مع سفارة ايطاليا لدى بغداد زودنا الحكومة الايطالية بقائمة الاحتياجات من أجهزة طبية وغيرها، بالرغم من ان إيطاليا من اولى الدول التي تاثرت بالجائحة بشكل كبير وخطير.
واضافت السهيل انها سلمت مؤخراً وزير خارجية ايطاليا لويجي دي مايو دعوة رسمية من نظيره العراقي فؤاد حسين لزيارة بغداد خلال المرحلة المقبلة، كما عبر كل من نائبي وزير الخارجية الايطالي عن رغبتهما بزيارة العراق في المستقبل القريب لتعزيز التعاون الثنائي وتفعيل اجتماعات اللجنة العراقية الايطالية المشتركة، مؤكدة حرص المسؤولين العراقيين على زيارة دولة الفاتيكان ولقاء الحبر الاعظم البابا فرنسيس ايمانا بالدور المؤثر لحاضرة الفاتيكان في المشهد العالمي،
وأشارت إلى وجود مشروع اتفاقية نقل جوي قيد التفاوض بين وزارة النقل / هيئة الطيران العراقية و نظيرتها الايطالية، مبينة أن السفارة تعمل للحصول على مساعدة ايطاليا في رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية من خلال علاقاتها مع هيئة الطيران الاوروبية.
ولفتت الى تطور التعاون العسكري بين البلدين بعد عام 2003، ليشمل التدريب والتسليح ومساهمة الخبراء العسكريين الايطاليين في اعادة تاهيل المؤسسات التدريبية العسكرية العراقية التابعة لوزارة الدفاع او الداخلية، وفتحت مؤسساتها التدريبية والتدريسية بجميع المستويات امام منتسبي القوات المسلحة العراقية للاشتراك في دورات مجانية لتعزيز قدراتهم، وهي حاليا ثاني اكبر مساهم في العراق بعد الولايات المتحدة في التحالف الدولي فضلا عن دورها في بعثة حلف الشمال الاطلسي الناتو في العراق، مشيرة إلى ان ايطاليا تعد الشريك الاوروبي الأول للعراق في الوقت الحالي والمستورد الرابع عالمياً للنفط العراقي بنسبة 20 بالمئة من احتياجاتها النفطية.
وأكدت السهيل وجود اهتمام للقطاعات الاقتصادية والشركات الايطالية بتوسيع حجم استثماراتها في العراق اضافة الى انشطتها الحالية التي تقوم بها شركة (ايني) النفطية العملاقة، وشركة (اوربابروجيتي&كلوبال) وشركة ((Sicimوشركة ( nuovopingone) وشركة (IVECO) وشركة (VALVITALIA)، لافتة إلى ان المحور الاثاري يشكل اهم مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، لخلفية ايطاليا واهتمامها بهذا الملف الذي تعده احد اعمدة دبلوماسيتها الخارجية.
وتابعت سفيرة العراق في روما أن المحور الثقافي هو من المحاور المهمة للتعاون الثنائي بين البلدين، والامر طبيعي لكون البلدين ينتميان الى حضارتين عظيمتين ويلتقيان بمشتركات حضارية وثقافية يعكسها الموروث الثقافي والانساني والحضاري للشعبين، ولقد انعكس ذلك بشكل كبير وملحوظ على المؤسسات والمعاهد الاكاديمية والاثرية الايطالية التي تولي اهتماما لدراسة حضارة وادي الرافدين، منوهة بان ايطاليا ساندت عملية التغيير السياسي في العراق عام 2003 ابتداء من سلطة الائتلاف المؤقتة وبالتحديد مساهمتها في ادارة محافظة ذي قار، وتمكين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من استئناف انشطتها واعمالها، فضلا عن تنفيذ عدة مشاريع تنموية منها اعادة تاهيل المتحف الوطني العراقي في بغداد، وابرمت معاهدة الشراكة والصداقة والتعاون بين البلدين في 23/11/2007 والتي تعد قفزة نوعية في العلاقات الثنائية بينهما.
وعن ابرز مهام الدبلوماسية العراقية في روما، بينت السهيل ان الدبلوماسية العراقية لدى ايطاليا تتابع عدة ملفات ومهام الاولى تتعلق بالعمل الدبلوماسي والعلاقات الثنائية بين العراق وايطاليا، والثانية تخص العمل الدبلوماسي الثنائي مع كل من جمهورية مالطا وجمهورية سان مارينو كسفارة غير مقيمة، مشيرةً الى انها ستقدم اوراق اعتمادها لرؤساء الدولتين الصديقتين في شهر ايلول المقبل بمراسيم رسمية، بعد ان قدمنا اوراق اعتمادنا سفيرا مفوضا فوق العادة للرئيس الايطالي في 7شباط من هذا العام والثالثة تتعلق بعمل دبلوماسي متعدد الاطراف يتمثل بتمثيل العراق في منظمات اللأمم المتحدة الثلاث المعنية بالزراعة والأغذية: منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية IFAD وبرنامج الأغذية
العالمي WFP.
وأفادت السهيل بان السفارة تتولى حاليا مهمة اقامة جسور وبناء علاقات مع الجامعات الايطالية بعد اغلاق الملحقية الثقافية العراقية في روما، لفتح افاق جديدة للتعاون في المجال التعليمي، وقد تواصلنا مع عدد من الجامعات ومنها جامعة باليرمو التي قدمت لنا برنامجها الدولي المدفوع الكلفة لدراسة الدكتوراه في 21 اختصاصا، وتتولى الملحقية الثقافية العراقية في لندن حاليا كل ما يتعلق بالأمور الخاصة بالطلبة العراقيين في الجامعات الايطالية من حيث قبولهم وفتح الملفات الدراسية وغيرها، مؤكدةً ان السفارة تقوم بتقديم خدماتها القنصلية لحوالي 7346 من ابناء الجالية العراقية المقيمين في ايطاليا، ولدينا عدد من الطلبة الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة وعدد من المبتعثين من شركة ايني النفطية، اذ عملت السفارة على انشاء خلية ازمة لمتابعة اوضاعهم خلال فترة تفشي وباء كوفيد-19، وقامت بتقديم الدعم الضروري والممكن لهم والتواصل معهم للاطمئنان على احوالهم في ظل ظروف الحجر الصحي.