مستقبل العمارة العراقية وكارثة (الكوبوند) الحالية؟

كتب المهندس والمعمار محمد الأعسم في صفحته على الفيسبوك:

سألني الصديق المهندس ادهم الفخّار في موقع آخر رأيي حول تدني مستوى الذوق المعماري و خاصة تغليف اعمال معمارية مهمة بألواح الألمنيوم الملون، فكان هذا جوابي:

المعماريون هم ليس اصحاب القرار في هذه الكارثة المعمارية ( الكوبوند) (ألواح الكوبوند -الكلادينج)، فمن الظلم تحميلهم هذا الذنب، مع انهم مسئولون عن قرارات كارثية أخرى.

عمارة مصرف الرافدين ببغداد: الأصل (يمين) والمغطاة بالكوبوند (يسار)

اساتذة العمارة في جامعاتنا كذلك لا ذنب لهم في هذه، مع اننا نعلم ان مستوى تدريس العمارة هو دون المستوى المطلوب، مع وجود كثير من الأساتذة الممتازين، و لكن هذا مرتبط بتدني مستوى التعليم في العراق على كافة المستويات و في جميع المواد، و هذا يحتاج الى وقفات طويلة.

كما تعلمون حضرتكم فان المنتج المعماري في اي بلد هو انعكاس للحالة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية إلخ ، و قد شهد العراق في الزمن السابق منتج معماري يعكس حالة البلد السياسية آنذاك ( اسميها انا العمارة الصدامية ) حيث نشاهد التقليد الشديد لعمارة و مواد بناء القصور الرئاسية و ذلك في معظم ( أقول معظم و ليس كُل ) ما بُني في فترة الثمانينات و لغاية ٢٠٠٣.

بعد ٢٠٠٣ ، حلت مرحلة الفوضى، و التسيب ، و تعدد متخذي القرارات، و عدم احترام ضوابط البناء ( على بساطتها )، و طبعاً ترييف المدينة بشكل كامل. فانعكس كل ذلك على الطرز المعمارية سواء في الأبنية الجديدة او في اعمال صيانة الأبنية القائمة.

طبعاً لا يخلو الأمر من وجود معماريين اكفاء يشاهدون الحالة و يستنكرونها، سواء من الجيل القديم المخضرم، او من بعض المعماريين الشباب الذين اثبتوا تفوقهم و امتيازهم.

انا اعتقد ان الفوضى الحالية هي شئ مؤقت و سنشاهد منتج معماري جيد في السنوات القادمة بعد تحقق شيء من الاستقرار و التحسن الاقتصادي و نضوج ثقافة معمارية ( و التي هي جزء من الثقافة العامة ) ، في العراق القادم.

لا يفوتني هنا ان أُشيد بـ “مؤسسة تميّز” ( التي أنشأها المعمار الشاب احمد الملّاك و جماعة من رفاقه )، و التي أتشرف ان أكون ( و مكتبي ديوان ) من الرعاة الرئيسيين لها، في تنمية الوعي المعماري في العراق عن طريق طرح مسابقات معمارية ناضجة و منح جوائز مهمة ماديا و معنويا للفائزين سنوياً و معظمهم من الشباب المعماري العراقي.

Related Posts