الكاتبة والأكاديمية نجاة السعيد تتساءل: كيف تحوّل الحكم الذي اقامته أميركا في العراق إلى مقاطعة تابعة للنظام الإيراني

واشنطن- “ساحات التحرير”

تساءلت الكاتبة نجاة السعيد في مقال لها: كيف تحوّل الحكم الذي اقامته أميركا في العراق إلى مقاطعة تابعة للنظام الإيراني؟

واعتبرت السعيد وهي (خبيرة في مجالي التنمية البشرية والإعلام وأستاذة مساعدة في جامعة زايد في دبي- قسم الإعلام) في مقال نشرته بموقع “الحرة” أن “الإشكالية الكبرى للولايات المتحدة تكمن في العراق، البلد الذي حررته من نظام صدام حسين الدموي ليكون دولة حليفة لها ونموذج ديمقراطي للشرق الأوسط، وأصبح الآن مقاطعة تابعة للنظام الإيراني”.

وعن السلطة العراقية قالت “أما حكام العراق (أو جزء كبير منهم)، الذين لولا أميركا لكانوا في شتات العالم، هم حقيقة أعداء لأميركا وحلفاء للنظام الإيراني المعادي لها. فالبرلمان العراقي يسعى لإلغاء اتفاقيات التعاون الأمنية والعسكرية، والدعوة لطرد القوات الأميركية تضامنا مع النظام الإيراني وقتلاه ضد أميركا”.

واعتبرت خطة واشنطن في العراق بعد 2003 “أكبر خطأ ارتكبته الولايات المتحدة الأميركية بعد سقوط نظام صدام”  حين “سلّمت زمام الأمور لحلفاء إيران. المستفيد الوحيد من إسقاط نظام صدام هو كان النظام الإيراني”، موضحة “الأحزاب التي استلمت الحكم في العراق لا تمتلك الكفاءة السياسية، أو الخبرات الاقتصادية في إدارة الدول، وبالتالي الضامن الوحيد لبقائها في السلطة هو النظام المستفيد من وجودهم. فقاسم سليماني، الذي ناحت عليه الحكومة العراقية وأعلنت ثلاثة أيام حداد على مقتله، كان وراء تنمّر الكثير من الحكام والمسؤولين في العراق مثل نوري المالكي وفالح الفياض، وهذا ما دفع المالكي أن يطلق جملته بكل ثقة: “ما ننطيها”، أي لا نترك السلطة إلى يوم الدين. ولم يكتفِ سليماني بضمان ولاء المسؤولين الشيعة، بل كانت له علاقات مع الوسط السني والمسيحي ليجد من يقدسه مقابل استلام المناصب. فالعملية السياسية في العراق بُنيِت على أساس الولاء للنظام الإيراني إلى درجة أن المسؤولين العراقيين لا يستلموا مسؤوليتهم قبل أن تُقدم كتلهم الولاء للمندوب السامي في العراق، قاسم سليماني”.

ولم يكتفِ النظام الإيراني بالهيمنة على العملية السياسية بأكملها في العراق لضمان وضعه، كما تقول السعيد،  بل أنه “مع تخاذل من الحكام العراقيين، تكونت أكثر من ستين ميليشيا عراقية ومدرّبة وموالية لإيران تتجمع تحت مظلة “الحشد الشعبي” بحجة محاربة تنظيم “داعش”، الذي اتضح أنه تم نشرها في الموصل بتخطيط من قاسم سليماني وقد ثبت ذلك من خلال تسجيلات مسربة. وبالتالي بدل أن يكون العراق الدولة الديمقراطية النموذج، أصبح ملجأ للإرهابيين ومركزا للميليشيات لكي يضمن النظام الإيراني، من خلال هذه العناصر، أن بغداد هي عاصمة إمبراطورتيه في المنطقة، وكل ذلك بُنِيَ على أكتاف الأميركيين”.

 

Related Posts