نجوى قاسم.. الانسانة المثقفة والاعلامية ذات الدم العراقي!!

سيف الدين الألوسي

في سنوات ٢٠٠٣ ، ٢٠٠٤ ، ٢٠٠٥ كنت اعمل مستشارا للمرحوم الدكتور عدنان الباججي ومسؤولا عن مكتبه وامور تجمعه المالي والاداري وعضوا في اللجنة العليا لتجمع الديمقراطيين المستقلين. كانت تربطني بالدكتور المرحوم عدنان علاقات اسرية وعائلية بغدادية قديمة جدا تعود الى اكثر من ميتين سنة، وكنت مثل ابنه في اخلاصي ومحبتي له وهو كذلك كان يعتبرني كأبنه.

كان شخصية عراقية وطنية متمكنة جدا ومحب للعراق واهله جميعا ومتمسك باصالته رغم التشويش الذي حصل عليه للاسف من مختلف الجهات، والتخوين وغيرها من الامور. كان يتمنى ان اكون في مركز متقدم بالدولة وانا رفضت بشدة ولاسباب شرحتها له ولكوني اعرفها لعدم تركي العراق مطلقا، واعرف ماذا جرى من تغيرات كثيرة، وكذلك لكوني لم اكن سياسيا او منتميا لاي جهة سياسية طيلة حياتي، وطبعا ماعدا كوني عراقيا وعروبيا وهذه تأتي بالجينات وليست بغيرها. كنا معجبين بنوري باشا السعيد وبفاضل الجمالي وبالملك فيصل الاول رحمهم تعالى وبالعهد الملكي ككل، وكذلك بالمرحومين عبد الرحمن عارف وعبد الرحمن البزاز.
الحمد لله تركت عملي معه اختياريا وبقيت معه على اتصال مستمر لحد تعذره عن الكلام قبل سنتين لمرضه ووفاته قبل شهرين، الف رحمة على روحه الطاهرة دون ان اكون قد قصّرت معه بشئ استطيع عمله.
في البدايات كان مقر التجمع في المنصور يعج بالصحافة والقنوات التلفزيونية العربية والاجنبية والكل تتمنى لقاءا مع الشخصية العراقية د عدنان الباججي ومرات يقول لي: انت “احجي محلي، ولكنني كنت اتحاشى الاعلام والظهور، وقبل ان ينزل الخط البياني تدريجيا وخصوصا بعد اعتذاره من رئاسة الجمهورية منتصف سنة ٢٠٠٤، وبعد ان تم سحب البساط من تحت قدميه امريكيا واوروبيا وعربيا وخليجيا وبتآمر داخلي ومن اقرب الناس له و لغاية في نفس يعقوب !!!!!!!!!!!!!!!!
من الملازمين لنا دائما كانت قناة العربية ولكونها تبعد عن مقرنا خمسين مترا او اكثر بقليل، فقد كانوا يتركون اجهزتهم داخل مقرنا وصرنا ميانة معهم جدا ،، وكذلك مع الشرقية ووجود المرحومة الشهيدة اطوار بهجت وكذلك الصديق الاعلامي القدير ماجد السامرائي ،، والعراقية كون مديرها كان المرحوم جلال الماشطة وغيرها من القنوات كأبو ظبي ودبي والكويت والبي بي سي والسي ان ان وفوكس الخ !!!
اتت المرحومة نجوى مرة او مرتين وكنت اجلس معها ونسولف على لبنان وبيروت بالسبعينيات والستينيات وهي تقول كنت صغيرة وطفلة وقد ولدت ببلدة جون بالشوف الجنوبي جنوب دير القمر وبيت الدين ،، ودك سوالف وكهاوي وجكاير على ذيج الايام وعن العمارة والاي يو بي ولكونها معمارية بالاصل اتجهت للاعلام في تلفزيون المستقبل الحديث ،،، ولحين موعد لقاؤها بالدكتور عدنان ،،، كانت تعشق بغداد بحق والعراق كذلك ،، وتأتي لبغداد رغم الطريق الصعب والخطر بفترات متقاربة ،، وعند حدوث الانفجار الارهابي للعربية في بداية كانون الثاني من سنة ٢٠٠٤ وكان رمضان ،، وكانت الساعة ٢،١٥ ظهرا ،،،اصيبت هي والاخ حيدر الوتار اصابات ليست بالهينة ،، فحاولنا ما نستطيع لمساعدتهم وقد قام حماية الدكتور عدنان بجهود كبيرة لاسعاف المصابين وبالسيارات المتوفرة ،، رفضت هذه البطلة الاخلاء وبقيت تغطي من موقع الانفجار الموقف لحظة بلحظة ،،، كنت متابعا لها لليو.

انصدمت اليوم صباحا برحيلها المفاجئ ،، وقلت لماذا يتابع ملك الموت المبدعين العرب ويحافظ على العارية والمحسوبين كائنات حية !!!
الف رحمة على روحك الطاهرة يا بنت جون والشوف نجوى قاسم، وعلى روح عمي الغالي الدكتور عدنان الباججي وعلى كل من غادرنا وعلى كل شهداؤنا الابرار ،،، الفاتحة على ارواحكم وانتم السابقون ونحن اللاحقون.

Related Posts