“فرانس برس”: عادة جديدة تسللت إلى المجتمع السعودي ومنها تدخين النساء علناً

الرياض- “فرانس برس”

في ظل التغييرات الاجتماعيّة التي تعيشها المملكة العربية السعودية وبعد رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيّارات، وإعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة حفلات غنائية صاخبة، بدأت عادة جديدة بالتسلل الى المجتمع السعودي ومنها “تدخين النساء علنا”.

هذه العادة التي لم يتقبلها بعد معظم المواطنين السعوديين رصدتها وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها، تحدثت فيه الى بعض النساء اللواتي يمارسن “حريتهن” بالتدخين علنا لكن بعيدا عن أعين أسرهن.

و65% من طالبات المدارس الثانوية السعودية مدخنات بشكل سري، حسب دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز السعودية في العام 2015 ونشرتها صحيفة “عرب نيوز” المحلية الصادرة بالإنكليزية.

ونقلت الصحيفة عن دراسة مماثلة أنّ السعودية تحل في المرتبة الثانية في الخليج والخامسة في العالم من حيث عدد المدخنات.

وتقول ريما، وهو اسم مستعار لموظفة في شركة خاصة في وسط الرياض عمرها 27 عاما، أثناء اشعالها للسيجارة: “تدخيني علنا مرتبط بممارسة حريتي المكتسبة أخيرا في المجتمع. أشعر أنني حرة وسعيدة أن لدي الخيار”.

وتشهد البلاد انفتاحا اجتماعيا وثقافيا غير مسبوق يتوسع شهرا بعد شهر بصمت، لعل أبرز سماته وضع حد للحظر على الاختلاط بين الرجال والنساء في مجتمع محافظ الى حد كبير. علما ان الرياض لا تزال تواجه اتهامات من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان بقمع ناشطات قدن لسنوات حراكا يدعو لتغيير وضع النساء في المملكة.

وبدأت ريما التدخين سرا قبل عامين على سبيل “التجربة”، لكنها باتت الآن تدخن “السجائر الالكترونية أيضا” بعد أن أهدتها إياها شقيقتها المدخنة.

وتشكّل النساء قرابة نصف سكان المجتمع السعودي البالغ عددهم نحو 21 مليونا، حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عام 2018.

أما نجلاء (اسم مستعار – 26 عاما) تشكو من أنّ “المجتمع يتقبّل الشاب المدخن لكن الشابة المدخنة تشكل فضيحة وعارا لأهلها”، وتقول “أدخن السجائر منذ كنت بالمدرسة مع الكثير من صديقاتي”.

وتشكو كذلك وهي حالسة وحيدة وسط طاولات يشغلها رجال مدخنون، من نظرات “اشمئزاز” تطالها بين الفينة والأخرى.

وبحسب “وكالة الأنباء الفرنسية” بات من الممكن حاليا مشاهدة امرأة سعودية تقود سيارتها في الشارع ودخان السجائر يعبق داخل مركبتها.

وتقول السعودية هبة البالغة 36 عاما والتي كانت تضع غطاء للرأس يكشف نصف شعرها البني “المملكة كانت منغلقة لسنين طويلة والهيئة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) كانت تمنع كل شيء على النساء”، وتتابع: “لم أكن اتخيل أنني ساتمكن يوما من تدخين الشيشة علنا وسط رجال”.

Related Posts