متابعة “ساحات التحرير”
ذكر موقع “ناشيونال إنترست” الشهر الماضي أن إيران لديها الكثير من الصواريخ الباليستية، ومن الصعب تحديد قدرتها بدقة في هذا المجال، حيث أن المعلومات تحت سيطرة الدولة التي غالبا ما تبالغ في قدراتها العسكرية، وتشير تقارير إلى أن إيران تملك نحو 2500 صاروخ.
والصواريخ الباليستية فهي وسيلة غير مكلفة نسبيا، لإطلاق حمولات قد تكون بيولوجية أو كيميائية أو حتى نووية لمسافات طويلة، وفقا لناشيونال إنترست.
كما يلفت إلى أن إيران تمتلك مجموعة من الصواريخ ذات الدفع الذي يعمل بالوقود السائل، وهي مجموعة “شهاب”، والتي يمكنها ضرب أهداف بين 300 إلى 2000 كلم.
وتمتلك طهران أيضا مجموعة صواريخ “جوهر”، وهي تتميز بمكونات التنقل والتوجيه المحسنة عن بعد مثل صواريخ “قيام” و”غدر” و”عماد”.
وذكر تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “س.أس.آي.أس”، أن إيران صممت محليا صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وهي مجموعة صواريخ “الفاتح المبين” مداها بين 200 و2000 كلم.
كما تمتلك إيران صواريخ “كروز”برية هجومية مثل “سومار” و”مشكاه”، ويبلغ مداها نحو 2500 كلم، و”زولفاغر”، التي يصل مداها إلى 700 كلم، والتي بإمكانها، وفقا للتقرير، إصابة أي هدف في السعودية ودول الخليج.
لكن موقع “ناشيونال إنترست” استبعد احتمالية أن تصيب إيران ناقلة سفن أميركية بالأخص مع قدرات أنظمة التوجيه والمدى القصير نسبيا لتلك الصواريخ.
ويعد استخدام هذه الصواريخ خيارا مفتوحا أمام طهران، لذا يتوجب التفكير في مراقبة عمليات الاستطلاع الإيرانية لحركة السفن وحاملات الطائرات.
وفي حال وقع هجوم صاروخي من إيران ضد السفن الأميركية في الخليج فإنه ينبغي للسفن الأميركية أن تبحر بسرعة 35 عقدة، وحينها ستكون المعلومات بحوزة القوات الإيرانية عديمة الفائدة بعد ساعة واحدة من جمعها، وفقا للموقع.
ويشير تحليل الموقع إلى أن إيران قد تحاول أن تقلل المسافة بين قوات المجموعة القتالية الأميركية الموجودة في الخليج وأن تجمعها قرب سواحلها قدر الإمكان، كي تتمكن من نشر صواريخها في مواقع بعيدة عن الساحل وأن تطلقها من الداخل لتتنصل قبل أن تطلق السفن الأميركية أنظمة التصدي للصواريخ التي يمكنها الاطلاع على محيطها دون دخول الحدود، مثل نظامي “JSTARS” و”RQ- Global Hawk” .
ويشير الموقع إلى أن التصدي للصواريخ الإيرانية التي قد تتطور بشكل أكبر مستقبلا، سيشكل تحديا أكبر، في حال تمكنت من جذب سفن أميركية قرب سواحلها وانطلقت من مواقع برية داخل البلاد، حيث تكمن المعضلة في المساحة الكبيرة للدولة البالغة 636 ألف ميل مربع، أي أكبر من ولايات كاليفورنيا ونيفادا وأوريغون وواشنطن وأوتاوا مجتمعة.
وتوقع “ناشونال إنترست” أن تطلق إيران العشرات بل المئات من الصواريخ على كل حاملة طائرات، حتى لو كانت فرصة إصابة الهدف قليلة، وحينها ستكون دفاعات مجموعات حاملات الطائرات في حالة تأهب وسيتم إطلاق صواريخ الدفاع الجوي SM-6 لصد الصواريخ الإيرانية.
وفي كل الأحوال، يعد خيار إغراق طهران حاملة طائرات أميركية أمرا مستبعدا إلى الآن، بالأخص مع القدرة الصاروخية التي تملكها إيران حاليا، إذ أن صاروخ “الفاتح المبين”، الذي تعتبره طهران أفضل ما تملك، يملك رأسا صغيرا ويتحرك ببطء، ويتيعن عليه أن يحمل رأسا نوويا كي يشكل تهديدا حقيقيا لسفينة حربية يبلغ وزنها مئة ألف طن.