كيف لبرهم صالح ان يقبل مرشحا ترفضه ساحات التحرير، معلومات جديدة؟

كتب سرمد الطائي:

كيف لبرهم صالح ان يقبل مرشحا ترفضه ساحات التحرير، معلومات جديدة؟ تأملوا التجارب الايرانية اليائسة والبائسة.. وسر العيون الحزينة للثور العراقي المجنح .. لاماسو.

الرئيس هو موظف عند الثوار، والمهل الزمنية الدستورية ملك للثورة.. هو امين عليها يحفظها او يحاسب عليها..
قبل ان انقل المعلومة عن موقف الرئيس احب العودة الى عيون لاماسو الثور المجنح ، شبهه الثوار بالتكتك ذي الروح المجنحة، ووضع فنانون صورته الى جنب المطعم التركي غارسا اقدامه على ضفتي النهر وكل الانهار، كما فعلوا مع تمثال السياب حين رسموه الى جانب نصب الحرية يشد من عضد جواد سليم، كما كانا يصنعان الوطنية العراقية الحديثة في الاربعينات بالكلمة والنحت…
وبالكلمات العظيمة وعمل النحاتين ينقل لنا الكتاب العراقيون القدماء جدا، ان عين الثور المجنح لاماسو ، وكل نسخة حجرية منه تتشابه بدقة، تنظر بدرجة خمسة واربعين الى الاسفل نظرة حزينة وهي تحرس بوابات المدن العراقية القديمة.. لكن الحزن هذا يتحول الى ثورة حين يزداد عدد الجهلة والجبناء الداخلين الى حصون بابل واشور…


الان روح الثيران المجنحة على ضفاف انهار الرافدين المقدسة حتى شط العرب وبحره، تحرس التك تك الثائر، وتطرح بزاوية خمسة واربعين حزينة وغاضبة، اسئلة على ما تبقى من الساسة المؤمنين بخطورة الثورة ومشروعيتها..
هل يمكن للرئيس ان يكلف مرشح كتلة القناصين حتى لو استقال من حزب المالكي وهو القناص العتيق الاهوج؟
المعلومة تقول ان خطاب برهم صالح في ذكرى النصر على داعش قدم المحتجين على الكتل النيابية، حين قال انه ينتظر مرشحا لتكليفه، وهو يعني بوضوح صريح انه لن يوافق على مرشح ترفضه ساحات الاحتجاج من البحر الى اعلى السهل.. ولو كان بثمن صناعة ازمة دستورية في البلاد… يحلحلها التكتك وحلفاؤه الوطنيون لاحقا..
الايرانيون، ولانهم يشعرون بالدهشة والمباغتة واليأس، يطرحون خيارات فاشلة لا لانهم يجهلون الفشل بل ليقيسوا صمود نظرة الثور المجنح الحزينة ويحاولون فهم السر في انها تتجه لدرجة خمسة واربعين خلال حراسة المدن العتيقة من الحماقة والجهل والتفاهة السياسية الفاسدة الرثة..
صمود العيون الحزينة يضع الرئيس امام خيار قوي مدعوم من الشعب، ويقسم الساسة الى جزئين بدرجة عيون الثور لاماسو، جزء يصغي لفتوى ساحة التحرير، وجزء اخر يعجبه ان ينسحق تحت اقدام الثور القديم هذا..
سرمد الطائي