الجزائر (رويترز) –
خرج الآلاف إلى شوارع وسط الجزائر العاصمة يوم الخميس مرددين هتافات ”لا للتصويت“ فيما تنظم السلطات انتخابات رئاسية تعتبرها الحركة الاحتجاجية مسرحية تهدف إلى إبقاء النخبة الحاكمة في السلطة.
وهرع رجال الشرطة لتفريق المحتجين بالعصي لكنهم تراجعوا مع وصول المزيد من المتظاهرين.
ويرى الجيش، وهو أقوى عنصر على الساحة السياسية، أن التصويت هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والنظام بالبلاد عن طريق اختيار خليفة لعبد العزيز بوتفليقة الذي أطاحت به انتفاضة شعبية هذا العام بعد أن أمضى عقدين في المنصب.
واندلعت الاحتجاجات الضخمة التي أطاحت ببوتفليقة قبل عشرة أشهر وتعهد المحتجون فيها بمقاطعة الانتخابات.
والخمسة الذين يتنافسون في الانتخابات جميعهم من المسؤولين الكبار السابقين ومنهم رئيسان سابقان لمجلس الوزراء ولا يعتقد المحتجون أن بإمكان أي منهم تحدي هيمنة الجيش على السياسة.
وفي وسط الجزائر العاصمة أدلى البعض بأصواتهم يوم الخميس في حين جاب أفراد الشرطة شوارع المدينة راجلين وفي مركبات. وحلقت طائرة هليكوبتر في السماء.
وقال عزيز جبالي (56 عاما) الذي ذهب للإدلاء بصوته في مركز اقتراع قرب مكتب رئيس الوزراء ”البلاد دخلت مرحلة حرجة“.
وأضاف ”حان الوقت لأن يعبر الجزائريون عن آرائهم بطريقة سلمية“.
لكن سالم بيري وهو مدرس كان جالسا في مقهى رئيسي قال إنه مقاطع، وأضاف ”ما فائدة التصويت؟“
ولم تكن الانتخابات في عهد بوتفليقة تتسم بالتنافسية. وقال كامل مومني (36 عاما) الذي كان ينتظر سائق سيارة أجرة للتوجه لطبيب الأسنان إنه لم يدل بصوته منذ سنوات ”ولن أغير رأيي اليوم“.
كما وردت تقارير عن احتجاجات خارج العاصمة. وفي منطقة القبائل، وهي مركز رئيسي للاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة، قال أحد السكان إن المتظاهرين اقتحموا مركز اقتراع في مدينة بجاية ودمروا صناديق الاقتراع وخرجوا إلى الشوارع في بلدة حيزر وهم يهتفون ”لا للتصويت“.
وقال شهود إن مراكز الاقتراع في بعض المناطق كانت ما زالت مغلقة بعد ساعات من الموعد الرسمي لبدء الاقتراع في الساعة 0700 بتوقيت جرينتش. وتغلق المراكز في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش ولا يتوقع صدور نتائج قبل يوم الجمعة على أقرب تقدير.
وتنحى بوتفليقة بعد أن سحب الجيش دعمه له في أبريل نيسان. واضطرت السلطات لتأجيل الانتخابات مرتين إذ كان من المقرر إجراؤها في أبريل نيسان ويوليو تموز.
ويتنافس في الانتخابات خمسة مرشحين هم عبد المجيد تبون وعلي بن فليس وكلاهما رئيس وزراء سابق وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة السابق ووزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، وعبد العزيز بلعيد العضو السابق في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني.