رأي من البحرين عن 12 سنة من حكم “حزب الدعوة” في العراق؟

حسين مرهون*

تمثّل تجربة حزب الدعوة الشيعي في العراق واحدة من أطول تجارب الحكم لحزب إسلام – سياسي في دولة عربيّة. مثلاً، لم يحكم إخوان مصر غير سنة واحدة ثم أطيح بهم في انقلاب عسكري.
ومثلاً، لم تحكم حماس (إخوان) ديمقراطياً غير سنة واحدة قبل أن تشتبك مع “فتح” وتنفرد بإدارة قطاع غزّة كحكومة أمر واقع.
ومثلاً، إذا ما نزلنا درجة إلى التجارب النيابيّة فقد وأد الجيش الجزائري تجربة جبهة الإنقاذ (خليط من الإسلام الحركي السني) في مهدها بإلغاء الانتخابات التي فازت فيها باكتساح لتدخل البلاد في “العشرية السوداء” التي راح ضحيتها 150 ألفاً.
ومثلاً، لم يسمح الحكم في البحرين لجمعيّة الوفاق (خليط من إسلاميين شيعة وليبرال) بترجمة فوزها الكاسح في دورتين انتخابيتين في رئاسة البرلمان وانتهت بحلّها والزج بقادتها في السجن.
ومثلاً، لا تجاوز تجربة حركة النهضة التونسية “إخوان” في الدولة غير ثمانية أعوام استغرقتها في حكومات ائتلافيّة ولم تنتزع رئاسة البرلمان إلا هذا العام فقط 2019.
أما حزب الدعوة الشيعي العراقي فقد امتدّ حكمه 12 سنة: من 2006 إلى 2018 (الجعفري، المالكي وعبادي). ولا تضاهيه في طول الإقامة في الحكم غير الحركة الإسلامية في السودان (إخوان).
خلال فترة حكمه التي دامت ثمانية أعوام جمع المالكي تحت يده لوحده فقط ثلاثة مناصب سيادية. فقد كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية في الوقت نفسه (حكومة 2010). ما هي نتيجة ذلك؟

العراق في المرتبة 168 عالميّاً في مؤشر مدركات الفساد. و108 عالميا على مستوى دخل الفرد بواقع 7.4 آلاف دولار سنويا رغم امتلاكه ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم. ما يزيد على 50 ميليشيا عسكريّة مسلّحة. 68 مليار دولار حجم الدين العام. وأخيراً انتفاضة في الشارع لشباب وشابات سئموا من كل ذلك ويريدون الخلاص.

*كاتب وصحافي من البحرين والمقال من صفحته على الفيسبوك