الروائي والقاص جمعة اللامي: المثقف العراقي جبان في الظروف المفصلية

بغداد- “ساحات التحرير”

بعنوان: عندما أنزلتم ” الجبال ” الى ” الساحات” كتب الروائي والقاص جمعة اللامي في صفحته على الفيسبوك نقدا قويا للمثقف العراقي وجاء في مقالته:

المثقف العراقي، الذي اشتغل بالعمل الوطني ـ الحزبي، لا سيما منذ ولادة أحزاب الحركة الوطنية والقومية، بعد قيام الدولة العراقية في سنة 1921، كان ينتظر “التوجيه” من “الأعلى” دائما، حتى في القضايا الشخصية التي تهم عائلته. لديّ خبرة عقود من الزمن بهذا المجال: انه متردد، بل جبان في ظرف مفصلي، ولذلك لا يُعوّل على نموذج مثيل له، في الظرف العراقي التاريخي الذي اكتمل منذ 1 ـ تشرين الأول الماضي.

ولتوضيح صلب فكرة هذا النص، أضرب المثال التالي: في صيف سنة 1961، كان “الجبل” الكردي في شمال الوطن مشتعلاً ، وكان شعار : ” السلم في كردستان .. وال … الخ” هو السائد والمعمول به، لا سيما على نطاق قواعد الحزب الشيوعي العراقي.

ومن ” الضرورات ” السعيدة، أن احد رفاقي الأكراد بمعسكر الحبانية ، جاء “يستشيرني” في الموقف من ” التمرد ” الكردي ( … ) في حينه. فكان جوابي الفوري هو التالي : ” كاكه حَمَه ( لم اقل له رفيق حمه ــ وكان اسمه محمد رفيق ـ من اهالي السليمانية ) ، خُذ بندقيتك ومسدسك معك ، والتحق بشعبك “.
ثم زودته بورقة ” عدم تعرض “، ليصل الى “الجبل” بسلام.

اليوم ، بل منذ 1 ــ تشرين الأول الماضي ، “الساحات” في مدن العراق ، هي “جبلنا ” ـ نحن العرب وأشباهنا الذين نعرف واجباتنا حيال العراق ، ولا نحتاج الى ” مثقف ” تحول الى ” حنين ” و ” بكائيات ” على ماضٍ توارى . .
حاجتنا هي أن نكون مثل هؤلاء العراقيين الذين أنزلوا “الجبال” الى “الساحات” والشوارع : لتذهب المومياوات الى امكنتها الحقيقية.

العراق الجديد ، يُوجده الشباب ، الشباب العراقيون الذين لم يعرفوا ” ماركس” او ” عفلق” ، كما نادت بذلك شابة عراقية في ساحة التحرير . ترى ، كيف يكون موقف ” مثقف ” عراقي ، يرطن حول شعر ” هولدرن” امام الشابة العراقية .. تلك؟. انه سوف يستمر في رطانته تلك.

ــ حكمة الشامي
نيابة عن شهداء اليشن المغدورين بسيوفهم.
11/11/2019