د. علي المرهج*
إنهم أبرياء يحلمون بحياة أفضل، فلا تستخفون بهم وبمطالبهم، فهم غير معنيين بكل مؤامرات أهل الأرض في الافادة من مظلوميتهم، وتوظفيها بما لا ترتضوه، ولا يعني خروجهم عليكم ورفضهم لظلمكم سوى كشف عن فسادكم واشهار لافلاسكم السياسي، فقولكم بوجود مُندسين (مأجورين) يعملون وفق أجندة أمريكية واسرائيلية، ولا أنفي توكيدكم هذا ولا أؤكده، لا يعفيكم من مسؤوليتكم التاريخية التي لم تكونوا بقدرها، ففسدتم وعملتم على تهديم البلاد و خراب نفوس العباد.
أما قولكم بوجود مؤامرة لم تتقوا شرها وأنتم الساسة والقادة فهذا لا يمنحكم تطهير ذواتكم وشيطنة (الآخر) المختلف عنكم (المتظاهر) الذي خرج ليُعلن براءته من أفعالكم العفنة.
صورتم كل خروج عنكم وتظاهر سلمي يرفض أصحابه أفعالكم الدنية بأنها بفعل مؤامرة خارجية أو داخلية يروم المتظاهرون تهديم البناء المجتمعي والقيمي في العراق!.
ولم تُدينوا أنفسكم ولم تحسبوا كل فعل رافض لأفعالكم فيه اخبار لكم بأن أفعال السوء المجتمعية إنما هي من منطا مسؤوليتكم.
كونوا رجالاً وتحملوا مسؤولية اخافقكم في حال وجود مؤامرة كما تدّعون أو في حال عدمها فأنتم المسؤولون أولاً وآخراً.
فالأجدى لكم مُحاسبة أجهزتكم الاستخباراتية والأمنية لا تخوين الشباب وقتلهم. وإن كانت هُناك خديعة أمريكية أو اسرائيلية لشبابنا وتدّعون أنكم تعرفون خيوطها ولم تعملوا على انقاذ شبابنا من الوقوع في شركها فأنتم المسؤولون على قاعدة ” قفوهم أنهم مسؤولون”.
أما أن نصل لما وصلنا إليه من خسارة لدم أبرياء من شبابنا ليكونوا شهداء على فسادكم وخذلانكم وتقتيلكم لهم، والأدهى الأمرّ أنكم تُحاسبونهم على أنهم انساقوا وراء مؤامرة أنتم كما تدعون أدرى بها، وهم على فطرتهم لا يعلمون بأفاعيلكم وأفاعيل مناؤيكم، فهذه فعلة لا تليق بالفرسان، لأنها من أفعال القاصرين الضعفاء.
أما كان الأجدر بكم لو كان عندكم بقية من شجاعة ولو للحظة الشعور بتأنيب الضمير لو بقيّ عندكم ضمير ؟!، فكل ما خسرناه من أرواح شبابنا إنما هو ذمة في أعناقكم لا لشيء غير أنكم مصرون على أنها مؤامرة تعرفون من حاكها مُنذ زمن، فلماذا تركتم شباب من أبناء جلدتكم ومذهبكم يكونوا أضحيات؟!..
هل تستلذون بطعم الموت؟!.
*كاتب وأكاديمي والمقال من صفحته على الفيسبوك*