متابعة “ساحات التحرير”
اعتقلت السلطات الإيرانية الناشط والإعلامي المعارض، روح الله زم، الذي كان مقيما في فرنسا، فيما كشفت وسائل إعلام تفاصيل عملية احتجازه التي نفذها الحرس الثوري.
وبث التلفزيون الإيراني أمس الخميس اعترافات مسجلة لزم (46 عاما)، مدير موقع Amadnews المعارض، قال فيها إنه كان على اتصال مع القيادي السابق في “الحرس الثوري” محمد حسين رستمي المحكوم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة التجسس.
وذكر زم أن رستمي عندما كان حينذاك متواجدا في سوريا، والذي كان يتمتع بمستوى عال من الوصول إلى المعطيات الحساسة، سلم إليه مرارا معلومات مقابل مبالغ مالية.
واعترف زم بممارسته “أنشطة مضادة للثورة” بأوامر من فرنسا، بحسب الاعترافات التي بثها التلفزيون الإيراني.
وأعلن “الحرس الثوري” أن اعتقال زم جاء ضمن إطار عملية استخباراتية مركبة خدعت أجهزة الاستخبارات الغربية، ونشر التلفزيون الإيراني لقطات تظهر المعارض في سيارة وهو معصوب العينين ومكبل اليدين.
وذكرت زوجة زم، مهسا رازاني، لوسائل الإعلام أنه غادر باريس إلى بغداد جمعة الأسبوع الماضي ولم يتصل بها خلال اليومين اللاحقين منذ وصوله إلى العاصمة العراقية.
ويوم الأحد، اتصل زم بزوجته وقال إنه على ما يرام، لكن ذلك بطريقة أثارت شبهاتها، ثم شاهدت في وسائل الإعلام الإيرانية أنباء عن اعتقاله.
وأفادت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية بأن امرأة ناشئة، وهي عميلة للحرس الثوري، أقنعت المعارض بالتوجه إلى العراق للقاء المرجع الديني الشيعي الأعلى، آية الله علي السيستاني، مرجحة أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية كانت على دراية بشأن العملية.
وأكدت صحيفة “تايمز” البريطانية بأن معارضين إيرانيين مقيمين في الخارج وخبراء فرنسيين يعتقدون أن الاستخبارات الفرنسية سمحت باستدراج زم إلى كمين كـ”إشارة حسن نية”، بغية تشجيع إيران على الإفراج عن أكاديميين فرنسيين اثنين معتقلين لديها منذ يونيو الماضي.
ونفى مكتب السيستاني وجود أي اتصالات بينه والمعارض الفرنسي المحتجز.
وكان زم المقيم في فرنسا منذ 12 عاما يتمتع بصفة لاجئ في هذه البلاد، ويعتقد أنه لعب دورا كبيرا في موجة الاحتجاجات التي اجتاحت الجمهورية الإسلامية في ديسمبر 2017.