دبي (رويترز) –
رفضت إيران يوم الثلاثاء اتهامات البيت الأبيض لها بانتهاك بنود اتفاقها النووي مع القوى العالمية منذ وقت طويل بعدما أعلنت طهران أن مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب تجاوز الحد الذي يسمح به الاتفاق النووي.
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة على تويتر يقول ”حقا؟“ وذلك ردا على بيان للمتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض ستيفاني جريشام قالت فيه ”ليس ثمة شكوك كثيرة أن إيران تنتهك بنود الاتفاق النووي حتى من قبل وجوده“.
ودفع إعلان إيران الخاص باليورانيوم منخفض التخصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحذيرها بقوله إن طهران ”تلعب بالنار“.
وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم الثلاثاء إنه ينبغي على ترامب إدراك أن الإيرانيين يصبحون أكثر تكاتفا عندما يواجهون تنمرا.
وقال لاريجاني في تصريحات نقلها التلفزيون في بث مباشر ”على السيد ترامب إدراك أنه عندما يتحدث أحد بلغة تنم عن التنمر ضد أمة متحضرة فإنها تصبح أكثر تكاتفا“.
ويمثل إعلان إيران أول تحرك كبير لانتهاك شروط الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة منه قبل أكثر من عام. لكن ظريف قال إن الخطوة ليست انتهاكا للاتفاق، مشيرا إلى أن إيران تمارس حقها في الرد على الانسحاب الأمريكي.
وقد يكون لهذه الخطوة عواقب بعيدة المدى على الدبلوماسية في وقت تحاول فيه الدول الأوروبية تجنب حدوث مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران. وتأتي الخطوة بعد أقل من أسبوعين من تراجع واشنطن في اللحظات الأخيرة عن توجيه ضربات جوية للجمهورية الإسلامية.
وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز الآن حد الثلاثمائة كيلوجرام الذي يجيزه الاتفاق.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والتي تراقب برنامج إيران النووي بموجب الاتفاق أن طهران تخطت ذلك الحد.
وردا على سؤال لترامب عما إذا كانت لديه رسالة لإيران، قال ”ليس لدي رسالة لإيران، إنهم يعلمون ما يفعلون ويعلمون بماذا يلعبون وأعتقد أنهم يلعبون بالنار لذلك ليس لدي أي رسالة لإيران على الإطلاق“.
ويتناقض بشدة اتهام البيت الأبيض لإيران بأنها على الأرجح تنتهك الاتفاق النووي قبل وبعد إبرامه عام 2015 مع شهادة مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل في يناير كانون الثاني أمام لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ عندما قالت ”إنهم (الإيرانيون) ملتزمون في الوقت الراهن من الناحية الفنية“.
وقال داريل كيمبول المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح إن اتهام البيت الأبيض لإيران ”غير منطقي“.
وأشار إلى أنه في وقت إبرام الاتفاق النووي كانت إيران اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ”خارطة طريق“ ترد بموجبها طهران على استفسارات الوكالة بشأن برنامج أبحاث الأسلحة النووية الذي خلصت تقديرات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنه انتهى عام 2003.
وقال أيضا إنه لا توجد معايير دولية تمنع إيران من تخصيب اليورانيوم. وقال ”ليس هذا هو الحال. هذا موقف أمريكي“.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي من بدأت بانتهاك الاتفاق النووي عندما انسحب ترامب منه بينما كانت إيران لا تزال ملتزمة به ثم أعاد فرض عقوبات أمريكية قاسية على طهران كانت معلقة بموجب الاتفاق.
وأشار إلى أن انتهاك إيران للاتفاق هو تحرك سياسي يهدف للضغط على الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا لتعويض إيران عن الضرر الكبير الذي لحق باقتصادها بسبب العقوبات الأمريكية.