اسعد عبد الله عبد علي
يقول الفيلسوف الصيني (سون تزو) في كتاب “فن الحرب”: إن “التكتيكات بدون إستراتيجية هو الضجيج الذي يسبق الهزيمة”, فكل ما يحصل اليوم من جرائم بشعة وأفعال غير انسانية ومتوحشة الصادرة من جيش الكيان الصهيوني بحق اهل غزة, من المؤكد ان خلفها خطة وهدف واستراتيجية, وليس مجرد ردة فعل على أحداث يوم السابع من اكتوبر, فهذا الإصرار الصهيوني على ارتكاب الجرائم اليومية لأنهم يسيرون نحو هدف ينشده, خصوصا مع تاييد العالم الغربي (المتحضر) لكل جرائم الصهاينة.
دعونا نفكر بعمق حول اهداف الكيان الصهيوني العفن, من وراء قتل النساء والاطفال, وتدمير المستشفيات والمدارس, وقتل الاعلاميين.
الهدف الأول: القضاء على حركة حماس
القضاء على حركة حماس هو الهدف المعلن الذي تشبث به الصهاينة, فمع التاييد الغربي للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة, فالامر الواضح انه تم تدمير الكثير من قوة حركة حماس, وعبر القصف العشوائي الشديد بالطائرات والمدافع والصواريخ وعبر البحر المؤكد قتل الكثير من رجال حركة حماس, والحرب استنفذت الكثير من مخزون حماس من الصواريخ والاسلحة, لكن القسوة بالأعمال الحربية الصهيوني والعنف الغير مبرر لن ينهي فكرة حركة حماس, بل سيعمل على جعلها خالدة في عقل كل طفل فلسطيني وسيأتي يوم الحساب.
فهذا النهج الهمجي الذي يمارسه الكيان الصهيوني في القتل والقصف العنيف على المدنيين, سيؤدي حتما إلى نتائج عكسية.
الهدف الثاني: إطلاق الرهائن
الكيان الصهيوني اكثر من الصراخ حول الرهائن وجعلهم شماعة لتبرير بربريتهم وهمجيتهم يالقسوة المفرطة, في ذبح الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة, مع تأييد اغلب دول اوربا مع دعم لا محدود من البيت الأبيض, مع انهم من خلال قصفهم تسببوا بمقتل العشرات من الرهائن, فهنالك تأكيدات بمقتل 60 رهينة بالغارات الجوية.
الصهاينة يطالبون باطلاق جميع الرهائن, مع علمهم التام بما فعلته غاراتهم البربرية.
وقد اصبح من الضروري أن تفكر الأمم المتحدة، التي كافحت من أجل التوصل إلى حل واضح ومنصف، في عملها في المستقبل لمعالجة هذه المسألة الملحة بفعالية، وهذا يمثل لحظة محورية تتطلب حلا عاجلا.
الهدف الثالث: تدمير الأنفاق
تمثل الأنفاق في غزة صداع مزمن للصهاينة وهي ترى النصر الحقيقي لا يتحقق إلا بتدمير شبكة انفاق حماس, والتي من خلال الهدم تفرض واقع جديد لقطاع غزة, وقد استخدمت قنابل محرمة دوليا ذات اوزان كبيرة وقدرة انفجار مخيفة, وبعضها ارتجاجية, كل هذا تم على منطقة سكنية صغيرة مزدحمة بالناس (أطفال ونساء وكبار بالسن), حيث كان ربع عدد الشهداء هم الأطفال, بفعل عمليات القصف العشوائي, والتي مستمرة لليوم 43 وسط تاييد (اوربي+امريكي) لا يمت بصلة للقيم الانسانية, التي كانت أبرز ما يميزهم في العقود الاخيرة.
وقد صرح البيت الأبيض بانه ارسل احدث انواع الصواريخ القادرة على اختراق الأرض لمسافة 30 متر كي تساعد الكيان الصهيوني في تدمير الانفاق, مع ان القصف العشوائي سيؤدي حتما لزيادة الشهداء بين المدنين, امريكا بحق هي الشيطان الأكبر الذي يمد الطغاة بالة القتل.
الهدف الرابع: تقسيم قطاع غزة
لغرض تدمير حماس نهائيا, وضع الكيان الصهيوني النتن هدف مهم, الا وهو تقسيم قطاع غزة الى قسمين, قسم شمالي وقسم جنوبي, مع تحكم صهيوني بالمعابر بين القسمين, وهكذا تصغر المساحات, وتحجم من قدرات التحرك, وتفرض واقع جديد اكبر رقابة وسيطرة على قطاع غزة, وكان الهدف صعب المنال, لكن بحسب الظرف الحالي اصبح ممكن التحقق, خصوصا مع الدعم الاوروبي-الامريكي الغير محدود!
ومع انه هكذا تصرف منافي للاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان, وتجاوز على الأرض الفلسطينية, والتخريب الجغرافي المتعمد, مخالف لقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات السلام, لكن الصهاينة لا يهتمون, و الاوربيون والامريكيون مساندون للصهاينة مهما فعلوا من موبقات وجرائم.
اخيرا:
الان اصبح واضحا الأهداف الاساسية التي يسير خلفها الكيان الصهيوني الغاصب, مع دعم غير محدود من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا, وباقي دول العالم الغربي.
بالمقابل يستمر العرب والمسلمون غارقون في مواقف الادانة والاستنكار اللفظي, فهذا كل ما في استطاعتهم, خصوصا مع وصول السفن الغربية العملاقة المدمرة المحملة بالطائرات والصواريخ.