رأت قناة “ام اس ان بي سي” الامريكية ، ان موقف الرئيس الامريكي جو بايدن من الحرب في غزة يهدد باثارة استياء الناخبين من اصول عربية واسلامية الذي كانوا صوتوا لصالح الحزب الديمقراطي في انتخابات عامي 2020 و2022.
واشار التقرير ، الى ان “استطلاعا للرأي أجرته “مؤسسة غالوب” مؤخرا اظهر ان شعبية بايدن انخفضت 11 نقطة في أكتوبر/تشرين الاول، لتصل بذلك الى أدنى مستوى تاريخي بين الديمقراطيين”.
كما لفت التقرير الى ان “استطلاعا للرأي أجرته جامعة كوينيبياك الامريكية، اظهر ايضا انه من بين الناخبين الذين تبلغ اعمارهم 35 عاما او أقل، عارض 65% منهم تقديم الدعم العسكري لاسرائيل”.
وتابع ان “هذه الشريحة من الناخبين لن تصوت للرئيس الاسبق دونالد ترامب، الا انها قد تقاطع التصويت، او تعمد للتصويت لمرشح آخر من الحزب الديمقراطي في حال قدم مرشحا مختلفا”.
وبعدما لفت التقرير إلى أن “اعضاء الكونغرس من الحزبين كانوا اعربوا عن تعاطفهم مع الاسرائيليين القتلى، واكدوا على التحالف المتين مع اسرائيل، ذكر بان “النواب تجاهلوا الاشارة الى الاف الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب الهجمات الاسرائيلية”.
ونقل التقرير عن المحلل الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي وليد شهيد قوله إن “كل لحظة من لحظات الاهمال هذه ساهمت في خلق شعور بين الديمقراطيين الامريكيين من المسلمين والعرب بان قادة الحزب، الذي من المفترض أن يمثلهم، يجردونهم من انسانيتهم”.
وبحسب شهيد فانه “عندما يشعر الامريكيون العرب والمسلمون بتجريدهم من انسانيتهم من جانب ممثليهم الديمقراطيين، ويرون اهل غزّة يتعرضون للقصف العشوائي بأسلحة تمولها الولايات المتحدة” فانهم يطرحون تساؤلات عما اذا كان رئيسهم او حزبهم يهتم بالناس الذين يشبهونهم.
وفي حين ذكر التقرير الامريكي انه “بات واضحا ان تعامل بايدن مع اسرائيل وغزة يجلب القلق في الانتخابات القادمة”، قال إنه برغم ان “العرب الامريكيين لا يشكلون كتلة تصويتية كبيرة، الا انه في ولايات رئيسية مثل ميشيغان التي ساعدت ترامب على الفوز العام 2016، فإنهم يشكلون كتلة حاسمة وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا يجب على بايدن ومن حوله ان يأخذوه على محمل الجد”.
ونقل التقرير عن شهيد قوله إن “هناك جدارا يحجب الكثير من الاستراتيجيين الديمقراطيين عن رؤية الامريكيين الفلسطينيين والعرب والمسلمين باعتبارهم دوائر انتخابية حقيقية في الحزب”، مضيفا ان بايدن يحتاج الى التأكيد علنا وبشكل قاطع على الحاجة الى نهج مختلف، ومنع الغزو البري المستمر لغزة، والإصرار على وقف إطلاق النار، وتذكير بنيامين نتنياهو انه على مدى تاريخ الصراع الإسرائيلي-العربي، فإن سفك الدماء تسبب بالمزيد من سفك الدماء”.
ونقل التقرير عن شهيد قوله إن “اسرائيل قد تكون قادرة على قتل او اسر 40 الف شخص من عناصر حماس، الا ان النتيجة لذلك ستكون الدمار والخسائر وهو ما سوف تثير غضب المدنيين الفلسطينيين، مما يجعلهم اكثر ميلا لدعم حماس”، مشيرا في هذا الاطار الى ما جرى في العمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة في افغانستان طوال 15 سنة، والتي قادت الى فشل مثل هذا النهج.
وبعدما قال التقرير إن “الامريكيين العرب والمسلمين، بالاضافة الى ملايين الاميركيين المعارضين لاستراتيجية اسرائيل، يدركون بأن الولايات المتحدة تساعد في تمويل هذه الحرب وتقدم الصواريخ والقنابل التي تدمر الاحياء المليئة بالأشخاص”، نقل عن شهيد قوله إنه “في حال استمر بايدن في السماح بذلك فانه سوف يكسر الثقة، وسيصبح مستقبل الديمقراطية الأميركية على المحك”.