جبارعبدالزهرة العبودي
في ظل النزاعات المسلحة والحروب الفتاكة ، تقول المديرة العامة لليونسيف كاثرين راسل تصف الحالة المزرية للاطفال بين نيران وأهاويل هذا الشكل من النزاعات والصراعات والحروب التي من نتائجها سفك الدماء وازهاق الأرواح وتشريد الناس الأحياء وتدمير البلدان و تخريب الأوطان :-، إن التعرض للنزاع له آثار كارثية على حياة الأطفال، بينما لا يقوم العالم بما يكفي لأجله.
وفي هذا السياق ارى ان من احلام متطلبات حال الطفل وحقوقه الإنسانية المشروعة على جميع المجتمعات الإنسانية هي الشعور بالأمان والراحة والدعة بين احضان ام تضاحكه وتدخل البهجة والسرور الى قلبه وبين يدي اب يلاعبه ويدخل الفرحة والحبور الى نفسه .
غيران حال الطفل في غزة اليوم هي تشريد وحرمان وخوف ورعب وجوع وعطش وبالتالي التعرض للموت الزؤام في اغلب الأحيان مع عدم وجود الأم وألأب لأنهم قضوا نحبهم بفعل شظايا القصف الاسرائيلي الذي لا يرحم هذا هو منظر الوضع العام التي تعيشه طفولة غزة تحت وابل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي .
وعليه تقول التقارير الواردة من غزة ان حصيلة الاطفال الغزاويين الذين قتلوا في حرب غزة التي قال عنها رئيس وزراء اسرائيلي بنيامين نتنياهو بانها ستكون طويلة وصعبة فقد بلغ (3342) طفل فلسطيني .
هذا فضلا عن الأطفال الذين تم تهجيرهم من مساكنهم وفقدوا ذويهم او انفصلوا عنهم بسبب عنف القصف الإسرائيلي للأحياء السكنية الذي ادى الى نشر الفوضى والرعب بين السكان من نساء ورجال واطفال وطمر البعض منهم تحت الأنقاض أحياءا وأمواتا .
وادى ذلك الى بالمحصلة المؤلمة الى ذهول الأم والأب عن اطفالهم او موتهم بشظايا الصورايخ الأسرائيلية ونجاة بعض الأطفال فيبقى الطفل وحيدا لا يدري ما يصنع بعد فقدان من يهتم به ويرعاه .
وهذا مثال على احساس الطفل بالألم والخيبة والمرارة عندما يفقد والديه او عندما يفقد احدهما ، ’’منقول ’’ :- ( لقد انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لطفلة صغيرة وهي تصرخ بعد أن تفحصت جثة: إنها أمي أنا أعرفها من شعرها. أمي لماذا ترحلين. أنا لا أعرف كيف أعيش من دونك!).
إنها ماٍساة ما بعدها مأساة والتي ستزداد سوءأ مع استمرار القصف الوحشي الإسرائيلي من الجو والأرض والبحر للمناطق السكنية في غزة والذي سيؤدي حتما الى زيادة عدد الأطفال المحرومين من الأم والأب ونغبة الحليب وحسوة الماء ولقمة الخبز والشعور بالدفئ وستكون صورة ما ينتظرهم في قادم الأيام مع استمرار الحرب وعدم موافقة امريكا واسرائيل على وقف لأطلاق النار ولو لأيام معدودات ستكون هذه الصورة قاتمة لعدم وجود من يقدم لهم الرعاية والحضانة المطلوبة والمساعدة الإنسانية في هكذا ظروف معقدة غاية التعقيد .
وفي هذا الصدد يقول أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف: “حرمان ملايين الأطفال من فرصة عادلة في الحياة لا يهدد مستقبلهم فقط – ولكنه يغذي أيضا حلقة الحرمان التي تنتقل من جيل لآخر، الأمر الذي يُعرّض مستقبل المجتمعات للخطر”.