رائد عمر
إذ وبتناغمٍ وتوائمٍ قوميٍّ , قد خرجت وانطلقت تظاهراتٌ جماهيريةٌ ضدّ السفارات الأمريكية والإسرائيلية في بعض الأقطار العربية , ولم يحدث مثل ذلك في دولٍ عربيةٍ أخرياتٍ , وبقيتْ شعوبها وجماهيرها ساكنة , وكأنّ الأمر لا يعنيها .!
في العراق الأمرُ مختلفٌ , وخصوصاً بتعددّ السلطات والقيادات ومراكز القوى والفصائل المسلّحة , < ودونما تأييدٍ او حتى عدمه لما جرى وقد يستمرّ جريانه > , فقد تعرّضتٍ عدد من القواعد الجوية الأمريكية المنتشرة في بعض انحاء العراق الى ضَرباتٍ ورشقاتٍ صاروخيةٍ ” شبه بدائية الصنع كالكاتيوشات ومشتقاتها المفترضة ” ولم تكن بضمنها في هذه المرّة صواريخ < غراد – BM – 21 > لكن جرى تطعيمها وتطويرها او تحديثها بطائراتٍ مُسيّرةٍ ” درونز ” تحمل في بطنها قنابلٌ وصواريخٌ ما ! , ممّا اوقعتْ او تسببتْ ببعض الخسائر البشريّة والمادية – العسكرية للأمريكان – التي لا يعترفون بدقّتها وتفاصيلها , وهو أمرٌ ليس بمستغربٍ في معارك الجيوش في الحروب .! , هذا الأمر والذي بدأ في الأيام القلائل الماضية , وما انفكّ الى غاية اليوم وكأنه ” يتناوب ” على اهدافٍ امريكيةٍ محددة ! ولا من مؤشراتٍ عملياتية وسياسية ! توحي بأنه سيتوقّف , بل أنّ شروع اسرائيل بالهجوم البرّي المرتقب على غزّة قد يضاعف هذه الهجمات بشكلٍ اكثر عنفاً , لكنه بالرغم من التعاطف الجماهيري ” على امتداد الوطن العربي ” , فإنّه يضع حكومة السوداني في قلب الزاوية الحرجة أمام الإدارة الأمريكية من ناحية تحمّلها مسؤولية حماية المصالح الأمريكية وفق الإتفاقيات بين العراق وامريكا , ويؤخذ بنظر الإعتبار أنْ لا موقف رسمي معلن من الحكومة العراقية تجاه عمليات القصف المتوالية او المتتالية هذه , كما يبدو أنّ حكومة السوداني ليس بمقدورها تبرير عدم او انعدام ايّ دَور للجيش العراقي والأجهزة الأمنيّة الأخرى في منع تعرّض فصائلٌ مسلّحةٌ ما لمصالح وقواعد امريكية ” بما فيها السفارة الأمريكية ” , ويؤخذ بنظر الإعتبار ايضاً أنّ عموم الإعلام العربي والعالمي يعتبر أنّ هذه المجاميع المسلحة التي تتولّى ادارة قصف القواعد الأمريكية , بأنها محسوبة على احزابٍ سياسية – اسلامية تنتمي الى الإطار التنسيقي الذي يقوده المالكي من خلفَ ستارةٍ شفّافة ولديه اعوان وتابعين في القيادات العسكرية والأمنية , وما قد يؤزّم من موقف الحكومة العراقية أنّ رئيس وزراءها هو مُرشّح الإطار التنسيقي , وبالتالي ستنسحب وتنحسب عليه عمليات استهداف الأهداف الأمريكية ” حتى بأفتراض عدم رضاهُ عنها ! ” , وطالما وحيثما لم تصدر من مكتبه كلمةٌ او عبارةٌ بالضدّ من هذه التضادّات وتقاطعاتها!
الى ذلك وبشكلٍ متّصل , فبالرغم من أنّ الإدارة الأمريكية منهمكة من ” رأسها الى اخمص قدميها ” في مداخلات معركة غزّة ودَورها غير المعلن فيها , بالإضافة الى كثافة وشدة المعارك بين اوكرانيا وروسيا , إلاّ أنّه من الصعب التصوّر سكوت او صمت ادارة بايدن عمّا يجري في العراق بأسم الدولة العراقية عموماً , فلا زالت وما برحت أزمة الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي والتلاعب بتقلّباته ماثلة للعيان والأعيُن من قبل اندلاع المعارك في قطّاع غزّة , وكان هنالك هدوءٌ وسكونٌ للفصائل المسلّحة تجاه الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق , ولأسبابٍ سياسيةٍ واضحة “وليست عارية! ”