مع عادل عبد المهدي من جديد .!!

رائد عمر

 

بعدَ صمتٍ طويلٍ ” كان لابدّ منه ” لرئيس الوزراء الأسبق السيد عادل عبد المهدي , الذي جرى ارغامه جماهيرياً على الإستقالة , حيث يتحمّل المسؤولية عن قتل من 600 – 700 شهيد من متظاهري انتفاضة تشرين , وعدم كشفه واعلانه للجهة التي نفّذت عمليات القتل والخطف , بالإضافة التى تعرّض السفارة الأمريكية ” اثناء ولايته ” لهجومٍ من نحو عشرين الف من من فصائل ومجاميع مسلحة , احرقت وهشّمت واجهة السفارة , وهو خرقٌ فاضح للأعراف الدبلوماسية , ممّا تسبّب بحرقٍ سياسيٍ ومعنويٍ لتأريخ الرجل , بجانب فشله في ادارة الدولة كرئيسٍ للوزراء .. لسنا هنا بصدد نبش ما تسببَ به عبد المهدي من احداثٍ تراجيدية ودرامية للعراق , الى غاية مغادرته كرسي السلطة الوثير في 29 \ 11 لعام 2019 , لكنَّ الإضطرار لهذه الإشارة عنه بعد اضطراره لإلتزام هذا الصمت الرهيب , هو أنّه فاجأ الرأي العام والإعلام بتصريحٍ جديدٍ ولا نقول أنّه ” مباغت ! ” , حيث اعلنَ بشكلٍ محدّد ! < على إثر احداث غزّة > عن مطالبته بمطلبين عاجلين : –

 

اوّلاً \ < انسحاب او سحب كافة القوات الأمريكية والناتو بكلّ مسمياتها ( وذلك يعني المدربين والمستشارين وخبراء صيانة طائرات F- 16 والأسلحة الثقيلة الأخرى )

 

ثانياً \ < ” وبالنّص الحرفي ايضاً ” : الإستعداد على الصُعُد والمجالات كافّة لمواجهة المعركة الطويلة التي تنتظرنا > ..

 

بأيّ صفةٍ يتكلّم عبد المهدي وهو مجرّد من ايّة صفة رسمية .! , وماذا يعني تجاوزه على موقف وسياسة وزارة الخارجية ” اذا لا نقول على السياسية الخارجية لرئيس الوزراء السيد السوداني ” , وهل تساورهُ ظنونٌ ما أنّ كلا قوات الناتو والأمريكية قابلة وممكنة لللإنسحاب وفق تصريحه .! , ثُمّ ايضاً ماذا يعني به عن التهيّؤ لمواجهة المعركة الطويلة التي بإنتظارنا .!؟ , ألا يعني ذلك الإيعاز الى وزارة الدفاع ورئاسة اركان الجيش للإستنفار المبكّر الى دخول المعركة مع اسرائيل ! ومن دون قوات لدولٍ عربيةٍ اخرى .! , وهل ستسمح الأردن او سوريا لإدخال الجيش العراقي لاحقا الى اراضيها للإشتباك مع القوات الإسرائيلية .!؟ , لا نريد ولا نهوى القول بأنّ تصريح عادل عبد المهدي هذا قابلٌ للسخريةِ اطلاقاً , بل وحتى لا نقول أنّه يسبب عُسر الهضم الفكري والنفسيّ , بل حتى لعملية المضغ !.

 

إذ نشيرُ أنّ السيد عبد المهدي محسوبٌ على طبقة المثقّفين , وهو شيوعي وبعثي سابق ثمّ اسلامي ” وربما اسلاموي ” لاحقاً , ويُقال أنّه حاصل على شهادة الماجستير في الإقتصاد ” ليس من فرنسا التي كان يقيم فيها طويلاً قبل احتلال العراق , بل من احدى جامعات تونس ” , وبذلك فيمكن الإفتراض المسبق أنْ رئيس الوزراء السابق هذا لايمكن ان تصدر منه هكذا افكار ورؤى ! رغم تصريحهِ بها .! , لكننا ايضاً لا نزعم ولا ندّعي أن جرى فرضها على معاليه من جهةٍ ما خارجية او داخلية , نبتعدُ عن ذلك بأقصى وأقرب المسافاتِ معاً !.

عادل عبدالمهدي