احمد الحاج
لم أبارح مكاني ولأيام عدة وأنا متسمر أمام الشاشة الفضية أتابع عن كثب كيف تفتك الآلة العسكرية الامريكية المدمرة التي أهديت الى الكيان الصهيوني على طبق من ذهب كعربون صداقة معقدة ، و كمهر محبة سوداوية منحازة ، وكمصداق عشق غير متكافئ بالمرة يصدق فيه قول قائلهم :
تعشقها شمطاء شاب وليدها …وللناس فيما يعشقون مذاهب
وذلك بخلافنا نحن العرب والمسلمين في أصقاع المعمورة وشعارنا هو :
للناس فيما يعشقون مذاهب ..شتّى ولكنْ حبُّ طهَ مذهبي
أقول وأنا أتابع ما تصنعه الالة العسكرية الامريكية الفتاكة بالشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه ،وأرقب كيف يتم تجويع هذا الشعب الأبي وحصاره ليستسلم ، ولن يستسلم ، ولن يقبل قط بإطعام مقابل استسلام ، فالارض أرضه ، والخيرات خيراته ، والثروات ثرواته ، والمقدسات مقدساته ، والاقصى أقصاه ، والبلاد بلاده قبل أن يخبث خاطرهم ، ويهجرهم من أرضهم ، ويمزق نسيجهم ، ويبدد شملهم ، ويجرف مزارعهم ، ويقضم اراضيهم ، ويرمل نساءهم ، وييتم اطفالهم ، ويأسر شبابهم ، شذاذ الافاق الذين قدموا من كل حدب وصوب ، من السفارديم” بقايا يهود اسبانيا والبرتغال ” والاشكناز ” من بقايا مملكة الخزر الغابرة والتي تقطن أوربا الشرقية ” والفلاشا “يهود اثيوبيا ” اضافة الى المزراحي” اليهود الشرقيون ” ولا علاقة لهم ولا لأجدادهم بالمنطقة العربية بتاتا، لأقارن بين حصارين ، حصار سابق فرضته اميركا على العراق لـ 13 عاما بين 1990 – 2003 تسبب بوفاة الملايين ومعظمهم من المدنيين العزل ، وبين حصار لاحق يفرضه الكيان على غزة منذ 17 عاما ومنذ العام 2006 ، صحيح أن الحصار تكتيك عسكري قديم قِدَمَ التاريخ ، الا أن أميركا وصنيعتها التي تسمى “اسرائيل ” هما أبطال اللعبة بامتياز ، وهما صناع محتوى النسخة الحديثة للمقاطعات الاقتصادية، وفرض الحصارات البحرية والجوية والبرية ، واشاعة سياسة الإفقار ، والاقراض الربوي المسيس الخانق ، و التجويع اللا انساني المارق ، بهدف التركيع والتخنيع والتطبيع ومن دون منازع ، وفيما تكشف التقارير الإخبارية المتلاحقة عن قتل الآلاف من سكان قطاع غزة المحاصر ومعظمهم من النساء والشيوخ والأطفال ، اضافة الى نزوح عشرات الالوف منهم ، و تدمير مئات المنازل والمدارس والمراكز الإغاثية والصحية والخدمية ومعظم البنية التحتية زيادة على عشرات المساجد والجمعيات والجامعات مشفوعة بقطع الماء والدواء والغذاء والكهرباء عن كامل القطاع بالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الاضخم “جيرالد فورد” الى شرق المتوسط للمشاركة في المعارك لصالح الكيان الصهيوني ضد قطاع فلسطيني صغير جائع ، عطشان ، محاصر ، ولله در الامام الشافعي القائل عن أمثال هذا الحصار الجائر ، وفي ذلك التجويع الصهيو – امريكي ، والانلكو سكسوني الظالم :
تموتُ الأُسد في الغابات جوعاً…ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهلٍ قد ينام على حرير …وذو علمٍ مفارشهُ التراب
وفي الوقت الذي كشفت فيه صحيفة الواشنطن بوست عن أن “لا بايدن ولا أي مسؤول رأى صورا، أو تأكد من صحة تقارير بشأن قطع رؤوس أطفال اسرائيليين وأن تصريحات الرئيس بايدن بشأن الفظائع المزعومة استندت إلى مزاعم متحدث باسم نتنياهو ، وتقارير إعلامية إسرائيلية” وفي خضم ذلك كله كان من المفترض أن تكون رسالتي الى الرئيس الـ 46 لبلاد العم سام، باللغة الانجليزية لكي يفهمها جيدا من دون الحاجة للاستعانة بمترجم قد لا يكون أمينا ولا مؤتمنا في ترجمتها، إذ ما تزال الترجمة الكارثية الخاطئة لنص القرار(242) الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 1967 بشأن الصراع العربي – الإسرائيلي تعد من أفظع الاخطاء ، ومن أبشع الخطايا في عالم الترجمة حين رفعت (أل ) التعريف الواردة في النسخة الفرنسية وتنص على (وجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة) لتتحول العبارة الى (وجوب الانسحاب من أراضٍ عربية محتلة) وهو النص الذي اعتمدته دولتكم اضافة الى ربيبتها المدللة “دويلة الاحتلال” ولن أطلق عليها ما أطلقته هي على نفسها “اسرائيل ” لأن “إسر- إيل” وتعني عبد الله ،هي الصفة الرائعة التي أطلقت وتليق بنبي الله يعقوب أو جاكوب عليه السلام وبما لاينطبق وبأي حال من الاحوال على دويلة الكيان المسخ ، ليسفر تنكير القرار بدلا من تعريفه عن تجاهل معظم الأراضي المحتلة كسيناء والجولان والضفة الغربية وغزة واكتفى بجزء يسير منها فحسب ، والنتيجة الكارثية هي مقتل عشرات الالوف من المدنيين في مجازر لا أول لها ، ولا آخر طالت البشر والشجر والحجر وبما تم أرشفته من خلال عشرات الافلام الوثائقية والاف المقاطع والصور والتي تتسابق منصة فيس بوك وانستغرام اذافة الى اليوتيوب لحظرها وحذفها تباعا واغلاق الحسابات التي تتولى نشرها تباعا باستثناء منصة اكس ” تويتر سابقا “ليوجه لها الاتحاد الاوربي انذارا نهائيا بعقوبات رادعة زاعما أن منصة “إكس” قد تُستخدم لنشر “معلومات مضللة” ومحتوى ضارا على حد وصفها بحسب البي بي سي ، ما أرغم مالك المنصة الملياردير “ايلون ماسك ” وبعد ساعات من الانذار على حذف مئات الحسابات والمقاطع واتخاذ إجراءات جديدة لحذف الآف أخرى غيرها تلافيا لخسارة المنصة وتحييدها اوربيا ، فأوربا التي تدعي الحرية ، وتزعم الديمقراطية ، واحترام الرأي والرأي الآخر يصدق فيها ما قاله ابن الرومي ، في المنافق وذي الوجهين : ملَكَ النفاقُ طباعَه فتَثَعْلَبا …وأبى السماحةَ لؤمُهُ فاستكلبافترى غروراً ظاهراً من تحته …نَكدٌ فَقُبِّح شاهداً ومُغيَّبا
وحسبي أن أشحن ذاكرتك الضعيفة مستر جو وأنت زعيم “أمة المثلية” كما جاء على لسانك خلال احتفالية في البيت الأبيض، على أن لاتطبق جفونك وتتجاهلها لتأخذ قيلولة وربما تغط في نوم عميق في وقت أنت أحوج ما تكون فيه الى يقظتك وصحوتك لتتوب أواخر ايامك وتراجع نفسك على الاقل ، تماما كما حدث معك خلال فعاليات قمة التغير المناخي (COP26)، في إسكتلندا حين نمت لثوان معدودة وفقا لبرنامج “The Five” ولولا أن مساعدك قد أيقظك لكان صوت شخيرك قد صم الاذان ، ولسمع بمعزوفتك المنخرية النشاز كل من الانس والجان، وبما يؤكد التهمة التي سبق وأن اطلقها عليك غريمك الرئاسي الجمهوري العنيد ترامب، حين وصفك بـ” جو النعسان”، أقول دعني أذكرك بصورة الطفل محمد الدرة ، الذي استشهد برصاص جنود الاحتلال الصهيوني في حضن أبيه في الثلاثين من أيلول عام 2000، الصورة التي لخصت مأساة الطفولة الفلسطينية المعذبة بسبب الالة العسكرية الصهيونية وعلى مدار 100 عام لتوثق عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان،الذي يعمل لصالح قناة فرنسا 2 ، نزرا يسيرا منها فحسب وما خفي عن شخصكم النعسان،ونظامكم المنحاز الكسلان ،وحماركم الديمقراطي التعبان ، أعظم !
ولأن ترجمات خاطئة مماثلة سبق وأن تورطت فيها وكالة الأمن الأمريكية عمدا أو سهوا من اللغة الفيتنامية الى الانجليزية تماما كما حدث عام 1964 بشأن مهاجمة السفن الأمريكية في خليج (تولكين) من قبل الفيتناميين قد أسفرت عن دخول امريكا الى الحرب المدمرة وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، لتخلف هذه الحرب الدامية للفترة بين 1965–1975 ، أكثر من 882 ألف قتيل فيتنامي،بينهم 143ألف امرأة ،و84 ألف طفل بحسب دراسة ديمغرافية دولية صادرة عام 1995 ، ودعني أسعف ذاكرتك التي تعاني من ضعف القدرات الإدراكية على حد وصف طبيب البيت الأبيض السابق روني جاكسون، والتي نقلتها عنه صحيفة نيويورك بوست” ، بالصورة الشهيرة للطفلة الفيتنامية العارية “كيم فوك ” وهي تولي هاربة من قنابل النابالم والفسفوري الأميركية الملتقطة بعدسة المصور “نيك اوت”والتي حصل بسببها على جائزة “بولتزر”لعام 1973،خلال الحرب الفيتنامية التي غرقت أميركا في مستنقعاتها ماديا وبشريا وسياسيا وأمنيا ..فعن أية فظائع تتحدث يا مستر جو ، وفظائعكم التي تشيب لهولها الولدان، والتي طبقت شهرتها الآفاق على مدار الزمان ، والتي يتحدث عنها القاصي والداني منذ عهد الكاوبوي ، وراعي البقر المتغطرس والى حد كتابة السطور !
سبقها ترجمة خاطئة لعبارة جاءت على لسان رئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي ، في معرض رده على بنود إعلان (بوتسدام) القاضي بإستسلام اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية والتي ترجمت الى (لايستحق التعليق) بدلا من ( لا تعليق ) وبما فسر على أن اليابان ترفض الاستسلام فصدرت الأوامر بإلقاء القنبلة الذرية الأولى على هيروشيما / في 6 / آب / 1945 ،لتعقبها القنبلة الذرية الثانية على ناجازاكي بعدها بثلاثة أيام وتسببت بمقتل 220 ألفا فضلا على تلوث هواء وتربة ومياه اليابان الى يومنا بآثارها الإشعاعية القاتلة ، الأمر الذي اعتبرته وكالة الأمن القومي الأمريكية أسوأ خطأ في تاريخ الترجمة وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية ، ودعني أحيلك يا جو إلى الصورة الأشهر التي التقطتها عدسة مصور مشاة البحرية الأمريكية (جيود ونيل ) وهي تظهر طفلاً يابانياً حافي القدمين لم يتجاوز عمره العشرة أعوام يقف في طابور لحرق الجثث حاملا على ظهره شقيقه الرضيع الذي قضى بقصف ناجازاكي ، والتي لم يجد المصور بعد ذلك بدا من ضم الصورة الأشهر الى صفحات كتابه الصادر عام 2005 بعنوان “اليابان 1945 : صور مشاة البحرية الامريكية من نقطة الصفر ” وفقا لموقع ” التقنية من أجل السلام ” .
وعودا على بدء أقول لقد آثرت أن أكتب باللغة العربية حصرا ولأسباب عديدة،أولا لأن العربية هي لغة الضاد، وثانيا لأنها لغة القرآن الكريم،وثالثا لأن الأمم المتحدة كانت قد أقرت عام 1973م اللغة العربية لتكون لغة رسمية سادسة في أروقة المنظمة، فيما يحتفل العالم باللغة العربية في يوم مخصص للغة الضاد في الـ 18 عشر من كانون الاول من كل عام، ورابعا لأن أكثر من 450 مليون إنسان يتحدثونها حول العالم بحسب منظمة اليونسكو ما يجعلها اللغة الخامسة الاكثر انتشارا،وخامسا لأنني عربي،أما سادسا فلأن اللغة العربية هي واحدة من أثرى اللغات حول العالم وأكثرها بلاغة وبما تفتقر اليه اللغة الانجليزية على الطريقتين البريطانية والامريكية ، فهل في لغتكم على سبيل المثال القدرة والامكانية على قراءة نص ونقيضه في آن واحد لتعطي معنيين مختلفين كأبيات إسماعيل المقري ، والتي اذا ما تم قراءتها من اليمين أصبحت مدحا يليق بالشعب الفلسطيني الشجاع الأبي ، على النقيض مما لو تمت قراءتها من اليسار لتصبح ذما يليق بالكيان الصهيوني الغاصب المحتل ، ففي المدح يقول الشاعر من اليمين الى اليسار :
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا ….رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ …. سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا … حُمدتْ لهم شيمُ فــمــا كَسَبوا
والان لنقرأها من اليسار إلى اليمين لتتحول الى ذم يليق بالكيان :
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ … حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا …. خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لهـــم حُمــدتْ ….كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
وأنصح وقبل قراءة الرسالة من قبل السيد “جوزيف روبينيت بايدن” أن يهدأ قليلا وأن يتعاطى جرعة من عقار”ليكانمب”ولاسيما بعد موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على اعتماده لعلاج كبار السن أمثالكم وبصفته علاجا آمنا وفعالا لمرضى الزهايمر على حد وصفها،ما يمنح ضحايا الزهايمر مزيدا من الوقت للتعرّف على أزواجهم وأبنائهم وأحفادهم وفقا لسي أن أن ، وأضيف ولمنحك مزيدا من الوقت لتتوب وترعوي وتندم وتكفر عن خطاياك المتمثلة بنشر الشائعات ، وتزييف الحقائق ، والبناء عليها ، ولكي تتعرف على حقيقة ما يجري في العالم من القطب الشمالي وحتى الجنوبي بشكل واقعي ، وصحيح بعيدا عن العشو الليلي ، وقصر النظر الذي تعانيه الادارات الامريكية المتعاقبة وبعيدا عن – كلاوات – المستشارين ، وخزعبلات المحللين العنصريين ، وسيناريوهات تشكيل الوعي الجمعي ، وبرامج غسيل الاموال القذرة ، أسوة بالعقول المتحجرة ، وبعيدا عن التزوير التاريخي، وأفلام الخيال العلمي الهوليودية والتي لطالما أظهرت لنا زورا وبهتانا بأن سكان اميركا من الهنود الحمر ،هم القتلة والاوباش ،فيما اللصوص ورجال الكاوبوي ورعاة البقر هم الذين عانوا من وحشية السكان الاصليين والهنود الحمر، ومن مجازرهم وسلخ فروات رؤوسهم ، واغتصاب نسائهم وليس العكس ، ولقد كنا سذجا بحق حين صدقنا ولعقود تلكم الدعاية الهوليودية التي ضحكت على ذقوننا وما تزال تضحك وستظل ردحا طويلا من الزمن ، حين أظهرت لنا اللصوص والرعاع الذين جاؤوا من أوروبا إما هربا من وجه العدالة ، وغما فرارا من محاكم التفتيش وحروب البروتستانت والكاثوليك ، والاتهامات الكيدية والتعسفية بالهرطقة والسحر لتعقبها عمليات الشنق والتنكيل والخوزقة والحرق التي شاعت أوربيا آنذاك،أو طمعا بأرض الاحلام العذراء حيث المناجم والذهب و الماشية والجلود والأنهار والاخشاب والأراضي الشاسعة الخصبة ، والثروات الطبيعية الهائلة ،وبخلاف الحقيقة وبدرجة 180 كذلك فعلت هوليوود بشعب المكسيك، وشعوب أميركا اللاتينية ، وبقارتي آسيا و افريقيا وقد أظهرتهم جميعا بخلاف الواقع فيما أظهرت الكاوبوي الامريكي بالمعكوس !
وحسبي أن أضع أمامك عناوين بعض افلام الغرب الاميركي المتوحش والتي يدور معظمها وجودا وعدما حول المسدسات والبنادق والذهب والأموال فقط لاغير ، لتحكم بنفسك وترى بأم عينيك كيف لوثتم العقل البشري ، كيف مسختم الفطرة البشرية ، كيف لوثتم اخلاقها ، كيف حرفتم بوصلتها لتجنح بعيدا عن الفضيلة ، وعن الطريق السوي القويم ، وعن التفكير المنطقي السليم ، واليك غيض من فيضها يتصدرها فيلم ” دخان البنادق” إنتاج 1953 و” بندقية باركيرو ” عام 1970 ” البنادق البعيدة” 1966″ و ” كل مسدس قابل للعزف ” انتاج 1967 و ” قايض مسدسك بكفن ” انتاج 1970 و ” لحن المسدس انتاج 1966 و ” قمار المسدسات “،انتاج 1967 و ” مسدس لايرحم ” انتاج 1968 ، كذلك موجة ما يعرف بأفلام السباغيتي ويسترن الايطالية والتي استلهمت كل – قصصها – من غربكم المتوحش ، وأشهرها فيلم “من أجل حفنة دولارات” انتاج عام 1965 ، كذلك فيلم “الطيب و القبيح والشرير” انتاج 1966 !