واشنطن- “ساحات التجرير”
يبدأ الكاتب بنجامين هارفي مقالاً في موقع “بلومبيرغ” اليوم بإشارة تضمنها كتاب الحكيم الصيني صن تزو والذي حمل عنوان “فن الحرب” الصادر قبل 2500 عام ، وهي تؤكد على ضرورة توفير فرصة هروب للخصم المنهك الضعيف وتؤكد “لا تضغط بقوة على عدو يائس”.
ويعتقد الكاتب أن هذا المبدأ يجب أن يحضر في التعامل مع إيران، فقد “أدت استراتيجية “أقصى ضغط” للرئيس ترامب إلى إضعاف إيران وتعطيل اقتصادها على النحو المنشود. لكن الأمر جعل هذا البلد أكثر خطورة، حيث دفعه للرد بطرق غير تقليدية يصعب مواجهتها، حيث يرفض قادته العودة إلى المحادثات بينما ظهورهم تسندها الجدران”.
بقايا صواريخ وطائرات مسيرة عرضتها السعودية وقالت ان ايران قصفت بها منشآت أرامكو
ويوضح الكاتب “منذ انسحاب ترامب من اتفاق عام 2015 الذي كان يهدف إلى احتواء طموحات إيران العسكرية وكبح برنامجها النووي، تلمّح الجمهورية الإسلامية وعملائها إلى قدرتهم على لعب دور المخرب. لقد استولوا على ناقلات، وتدخلوا في ممرات شحن النفط، وضربوا السعودية بالطائرات بدون طيار والصواريخ. لكن الهجوم على أكبر مصنع لتجهيز النفط في العالم في 14 أيلول/ سبتمبر الحالي أدى إلى حالة من الذعر وزيادة قياسية في أسعار النفط. ولا يزال الهجوم يعطل الأسواق من طوكيو إلى نيويورك بسبب احتمال انقطاع إمدادات الطاقة العالمية”.
ويقول الكاتب إن “النتيجة هي أن إيران الضعيفة في وضع تفاوضي أفضل من أي وقت مضى، مما يجعل الاقتصاد العالمي رهينة في مواجهة جهد بقيادة ترامب والمملكة العربية السعودية وإسرائيل لإجبارها على الخضوع. ترد الدول التي تنكر الصراع في أوروبا وآسيا بمحاولة سحب إيران من حافة الهاوية بالدبلوماسية وخطوط الائتمان. والبلدان التي من المقرر أن تدخل في حرب، مثل الإمارات العربية المتحدة ، بدأت تهدأ من استثماراتها في الحملة ضد إيران”.
وينقل الكاتب عن توماس جونو من كلية الدراسات العليا في الشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا: “هكذا تمارس إيران الردع. الدعامة الأساسية لعقيدة الدفاع الإيرانية تتمثل في إرسال إشارات وتذكيرات باستمرار إلى الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها الإقليميين بأن لديها وسائل لإيذاءهم. الاقتصاد العالمي ضعيف. من خلال إرسال هذه الإشارة القوية، تذكّر إيران الجميع بأن الحرب ستكون مكلفة للغاية”.
ويخلص إلى أن “استراتيجية طهران تؤتي ثمارها. مع انسحاب الولايات المتحدة من العراق، أصبحت إيران صاحبة النفوذ الخارجي المهيمن على تلك الدولة. لديها وكلاء مسلحون في سوريا ولبنان، ومن خلالها يلعبون دورًا حاسمًا في سياسات تلك الدول، ويهددون جيرانهم مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل”.