خالد ابراهيم
صرح رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بتاريخ 12/3/2023 في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، بأن الفاسدين سرقوا 600 مليار دولار من أموال الشعب العراقي منذ عام 2003. و هذا يعني بأن حصة الفرد العراقي الواحد من هذا المبلغ المسروق يساوي 15000 دولار (بإفتراض أن معدل نفوس العراق يساوي 40 مليون نسمة)، و بلغة السوق فإن المبلغ المسروق من كل عراقي يساوي دفتر و نص.
أفتتح بتاريخ 3/10/2023 الدورة الأولى من مهرجان العراق الدولي في ساحة الإحتفالات، وسط العاصمة بغداد، بمناسبة العيد الوطني العراقي نظمته الفنانة العراقية المغربية شذى حسون و بدعم مالي من شركات مختلفة. و لقد حضرت بعض الفنانات للمهرجان بملابس فاضحة.
و كذلك الفنانة شذى حسون أخطأت في أداء النشيد الوطني العراقي في المهرجان، حيث قالت “الجلال و السناء و الهناء و الدناء” بدلاً من “الجلال و الجمال و السناء و البهاء”، كما قالت “هل أراك.. ناعماً منعماً” بدلًا من “سالماً منعماً”.
سرقة 600 مليار دولار من أموال الشعب العراقي لم يكن لها أي رد فعل، بينما حضور ممثلات بملابس فاضحة في إحتفال العيد الوطني العراقي كان لها من المسؤولين ردود فعل غاضبة و تخلي من المسؤولية.
فلقد علّق المستشار السياسي لرئيس الوزراء سبهان ملاّ جياد إن الحكومة العراقية ليس لها أي علاقة بإقامة مهرجان العراق الدولي، و الجهة القائمة على تنظيمه هي الفنانة شذى حسون و بدعم مالي من شركات مختلفة. و أن المهرجان جرى إستغلاله من قبل بعض الأشخاص و الجهات للإستهداف السياسي ضد الحكومة الحالية، و محاولة التأثير على أداءها و إنجازاتها بهكذا ضجة، كما أن المهرجان ليس له أي علاقة بالعيد الوطني العراقي.
و قال القيادي هادي العامري بإننا نطالب رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بإجراء تحقيق يتناسب مع حجم السلوك المشين و المرفوض الذي حصل في ساحة الاحتفالات، و كما نؤكد أيضاً على أهمية إنزال أشد العقوبات بكل من كانت له يد في الإساءة لتأريخ و قيم و أعراف الشعب العراقي.
و إنضم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، إلى المعترضين على مهرجان العراق الدولي، و قال لا يمكن بحال قبول المظاهر المسيئة للقيم و الأخلاق و الهوية لمجتمعنا و دولنا. و المظاهر الخارجة عن قيمنا و أعرافنا العراقية و التي شهدتها ساحة الإحتفالات توجب الرفض و الإستنكار و محاسبة المتسببين بها، خصوصاً و أنها تزامنت مع مناسبة وطنية كريمة. لكل مجتمع خصوصيته القيمية التي تُعبّر عن معتقداته و إلتزاماته و أخلاقياته، و الحفاظ عليها مسؤولية تضامنية.
و قال الشيخ حيدر اللامي، القيادي في إئتلاف دولة القانون، بزعامة القيادي نوري المالكي، إن طريقة الإحتفال بالعيد الوطني لإستقلال العراق عام 1932 و إنتماء العراق إلى عصبة الأمم المتحدة، خاصة تزامن ذلك مع ذكرى ولادة النبي محمد و حفيده الإمام الصادق، و فاجعة الحمدانية الكبرى التي آلمت الشعب العراقي، هي طريقة سمجة. و أن إئتلاف دولة القانون يدين و يستنكر بشدة ما حصل في الإستعراض الذي هو بعيد كل البعد عن المجتمع العراقي المحافظ المحترم، و عن ساحة الإحتفالات التي هي تعتبر ساحة عسكرية.
و قال السيد عمار الحكيم إن الإحتفاء بمناسبة وطنية أو رسمية يجب أن لا تتخلله سلوكيات مشينة خارجة عن التقاليد العراقية و الأعراف المجتمعية و المعايير الأخلاقية، و إن ما حصل من بعض التصرفات و الفقرات المؤسفة في الإحتفال بالعيد الوطني العراقي في ساحة الاحتفالات ببغداد لا يمت لما يرتضيه الذوق العام بصلة، فضلاً عن أنه تضمن فقرات و فعاليات أساءت للوطن لذكرى يوم إستقلاله العظيمة.