اول حوار جاد مع الذكاء الاصطناعي حول مكافحة الفساد في العراق

علي جاسم

 

كنتُ مِن بين ملايين الناس الذين يتجنَّبون ٱِستخدام المُتصفِّح “أيج” (Edge) من الشركة الأمريكية “مايكروسوفت” (Microsoft) بعدما ألغت الشركة المتصفِّحَ القديم المُسمّى “إنترنت إكسبلورر” (Internet Explorer) والّذي ثبت لِي بأنه أفضل من الجديد في جوانب عديدة أهمها الكفاءة والسهولة والنظام وغير ذلك.

ومنذ سنوات، فضّلتُ شخصيًّا ٱِستخدام مُتصفِّح “فايرفوكس” (Firefox) من شركة “موزيلا” (Mozilla)، وأحيانًا مُتصفِّح “كروم” (Chrome) من شركة “غوغل” (Google). ولكن في الأشهر القليلة الماضية (من عام 2023)، قدّمتْ شركة “مايكروسوفت” خدمات ممتازة وجذّابة مستنِدة إلى الذكاء الٱِصطناعي، ودَمَجتْها مع المُتصفِّح “أيج” والباحث “بِنج” (Bing)، وكذلك دمج التطبيق الشخصي المُسمّى “مساعد الطيّار” (كوبايلوت) (Copilot) في كافة منتجاتها، كجزء من تحديث برمجي للحواسيب العاملة بنظام “ويندوز 11” (Windows 11). وأشارت “مايكروسوفت” إلى تضمين الجيل الجديد من نموذج إنشاء الصور بِٱستخدام الأوامر النصّية (DALL-E 3) إلى منصَّتها الذكية التفاعلية “بِنج تشات” (Bing Chat). وتتوفّر هذه الخدمات لأجهزة الهاتف الذكي أيضًا. وبذلك تَتَفوّق “مايكروسوفت” حاليًّا على شركة “غوغل” بعمليات البحث الذكي المتنوِّع. ومن ميزات “بِنج تشات” أنّ المُستخدِم يستطيع بالفعل إجراء حوار معقول ومتسلسل ومتواصل مع المنصّة الذكية، كتابةً أو نُطقًا، التي تُعطِي أجوبة محدَّدة واضحة وتَتبعها بذكر المصادر، إنْ توفَّرت. ويستطيع كل قارئ أن يقوم بهذه التجربة بنفسه لِيَستيقِن من الأجوبة الدقيقة المحايدة التي يقدّمها الذكاء الٱِصطناعي. ومَنْ لا يُصدِّقْ فَلْيُراجِع الأسئلة والأجوبة أدناه. جدير بالذكر أن الذكاء الٱِصطناعي للمحادثة ما يزال في طور التعلُّم وٱكتساب الخبرة، ولا تتوفر لديه أجوبة جاهزة لكل شيء.

 

لقد خَطَرَ لِي أن أختبرَ منصّة “بِنج تشات” بواحد من أعقد المواضيع على وجه الكرة الأرضية، ألَا وهو، وسائل الإصلاح في العراق ومواجهة الفساد الشامل الذي جاءت به أمريكا وبريطانيا وعملاؤها المحترفون (في سنة 2003). فكان بيني وبين “الذكاء الٱِصطناعي” على منصّة “بِنج تشات” هذا الحوار الذي أنقله نصًّا مع الإشارة إلى حذف العبارات المكررة:

 

سؤالي الأول:
ما أكثرُ الطرق فعاليةً لتغيير النظام السياسي الفاسد في العراق 2023؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
تغيير النظام السياسي في أي بلد يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومة والمواطنين. هنا بعض الطرق التي يمكن أن تكون فعالة:
1. التعليم: تعزيز التعليم السياسي للمواطنين لتعزيز فهمهم للحكم الديمقراطي والحقوق المدنية والسياسية.
2. الانتخابات الحرة والعادلة: ضمان إجراء انتخابات حرة وعادلة حيث يمكن لجميع المواطنين المشاركة.
3. الشفافية: تعزيز الشفافية في الحكومة من خلال مكافحة الفساد وتشجيع المساءلة.
4. الحوار: تشجيع الحوار بين الأطراف المختلفة لتحقيق التوافق والاستقرار.
5. الإصلاحات القانونية: إجراء إصلاحات قانونية لضمان حقوق جميع المواطنين.
يُرجَى ملاحظة أن هذه الإجراءات تتطلب التزامًا طويل الأجل وجهودًا مستدامة من جميع أطراف المجتمع. كما يجب أن يتم احترام حقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أوجه هذه الإصلاحات.

 

سؤالي الثاني:
إذا كان الفساد هو المهيمن على النقاط الخمسة المذكورة آنفًا فكيف سيتم تغيير النظام الفاسد؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
مكافحة الفساد هي جزء أساسي من تحقيق الإصلاح السياسي. إذا كان الفساد مستشريًا، فقد يكون من الصعب تنفيذ الإجراءات التي ذكرتَها. ولكن، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
1. التحقيقات والمحاكمات: يجب على الحكومة إجراء تحقيقات شاملة في الفساد ومحاكمة المتورطين.
2. القوانين واللوائح: يجب تطبيق قوانين ولوائح صارمة لمكافحة الفساد.
3. الشفافية والمساءلة: يجب على الحكومة أن تكون شفافة في أعمالها وأن تكون مسؤولة عن أفعالها.
4. الرقابة المدنية: يجب تشجيع المواطنين على المشاركة في الرقابة على الحكومة والإبلاغ عن الفساد.
5. التعاون الدولي: يمكن للدول التعاون مع المؤسسات الدولية لمكافحة الفساد.
هنا، تتكرر الفقرة الواردة في نهاية جواب السؤال الأول: يرجى ملاحظة أن … إلخ.

 

سؤالي الثالث:
إذا كان الذين بأيديهم السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية فاسدين تمامًا فكيف يمكن إجراء الإصلاحات المذكورة أعلاه؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
في حالة وجود فساد على نطاق واسع في جميع أجزاء الحكومة، قد يكون من الصعب تنفيذ الإصلاحات. ولكن، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
1. الضغط الدولي: يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دورًا في مكافحة الفساد من خلال فرض عقوبات أو تقديم مساعدة للإصلاح.
2. المجتمع المدني: المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية يمكن أن يلعبوا دورًا هامًا في مكافحة الفساد من خلال التوعية والرقابة على الحكومة.
3. الإعلام: الإعلام له دور مهم في كشف الفساد وتوعية الجمهور.
4. التظاهرات والاحتجاجات: المواطنين يمكنهم التظاهر بشكل سلمي ضد الفساد.
5. الانتخابات: إذا كانت الانتخابات حرة وعادلة، يمكن للمواطنين التصويت ضد المسؤولين الفاسدين.
يُرجَى ملاحظة أن هذه الخطوات قد تستغرق وقتًا طويلًا وقد تتطلب جهودًا كبيرة، وأن نجاحها ليس مضمونًا. إلا أنه في نهاية المطاف، يجب أن تأتي الرغبة في التغيير من داخل البلد نفسه.

 

سؤالي الرابع:
إذا كانت أمريكا هي التي جاءت بالفاسدين إلى الحكم في العراق (في سنة 2003)، وهي التي وضعت الدستور والقوانين لصالح العملاء الفاسدين، وإذا كانت المنظمات المدنية غير الحكومية عاجزة عن مواجهة عنف الأحزاب والعصابات الحاكمة، وإذا كانت معظم وسائل الإعلام بيدها، وإذا كانت الحكومة تواجه التظاهرات السلمية بالقتل والسجن والتعذيب والمطاردة ومنع الوظائف وقطع الماء والكهرباء والهاتف والإنترنت، وإذا كانت الانتخابات غير حرة ولا عادلة باعتراف المنظمات الدولية، فكيف يمكن القضاء على الظلم والطغيان والفساد الشامل؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
تحقيق التغيير في مواجهة الظروف الصعبة التي وصفتَها يتطلب جهودًا مستمرة ومتعددة الجوانب. هنا بعض الخطوات المحتملة:
1. الضغط الدولي: يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دورًا في تشجيع الإصلاحات والديمقراطية، وذلك من خلال فرض عقوبات أو تقديم مساعدة للإصلاح.
2. الدعم الخارجي: يمكن للجماعات والأفراد خارج البلاد أن يقدموا دعمًا للنشطاء داخل البلاد، سواء من خلال تقديم المساعدة المادية أو نشر الوعي حول القضايا.
3. التكنولوجيا: يمكن استخدام التكنولوجيا لتجاوز الرقابة وتنظيم المظاهرات وتوفير منصات للحوار.
4. الصبر والثبات: التغيير الحقيقي غالبًا ما يستغرق وقتًا طويلًا، وقد يتطلب الأمر صبرًا وثباتًا من جانب المواطنين.
هنا، تتكرر الجملة الواردة في نهاية جواب السؤال الثالث: يرجى ملاحظة أن … إلخ.

 

سؤالي الخامس:
هل تؤيد التدخل العسكري الدولي بزعامة القوات الدولية التابعة لمجلس الأمن لتغيير النظام السياسي في العراق، وكيف يتمّ ذلك؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
كمساعد ذكاء اصطناعي، ليس لدي القدرة على تقديم آراء شخصية أو تأييد أو رفض أي سياسة أو عمل. ولكن، يمكنني تقديم بعض المعلومات العامة حول هذا الموضوع.
التدخل العسكري الدولي هو قرار جدّي يتطلب الكثير من النظر والتدقيق. يجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بناءً على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الحاجة الإنسانية، والأمن الإقليمي، والقانون الدولي، والتأثيرات المحتملة على المدى الطويل.
في حالة التدخل، يجب أن يتم ذلك تحت إشراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفقًا للقانون الدولي. قد يشمل ذلك تشكيل قوة دولية لحفظ السلام، والتي قد تشارك في مجموعة من الأنشطة بما في ذلك حفظ السلام، وحماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية.
بغض النظر عن السياسات المحددة، من المهم دائمًا أن تُعتبر حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في جميع جوانب هذه الإصلاحات.

 

سؤالي السادس:
هل تؤيد فكرة القيام بانقلاب عسكري من داخل صفوف القوات المسلحة العراقية لتغيير النظام السياسي الفاسد؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
هنا، تتكرر الجملة الأولى الواردة في إجابة السؤال الخامس، ثم تأتي الإجابة الموجزة:
الانقلابات العسكرية هي أحداث جدية وغالبًا ما تكون مشحونة بالعنف والاضطرابات. بينما قد يرى بعض الأشخاص أنها الطريقة الوحيدة لإحداث تغيير في نظام فاسد، فإنها غالبًا ما تؤدي إلى فترات من عدم الاستقرار والتوتر. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب ضمان أن القادة الجدد سيكونون أقل فسادًا أو أكثر احترامًا لحقوق الإنسان.
في المجتمع الدولي، يُفضَّل عادةً الحلول السلمية للصراعات والأزمات. هذا يمكن أن يشمل التفاوض والتحكيم والضغط الدولي والعقوبات. في حالات معينة، قد يتم استخدام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الأمان والاستقرار.
يُرجَى ملاحظة أن هذه المعلومات هي عامة ولا تعبر عن رأي شخصي أو تأييد لأي سياسة معينة.

 

سؤالي السابع:
هل تؤيد دعم المراجع الدينية للمتظاهرين المسالمين من أجل تغيير النظام السياسي الفاسد؟
جواب الذكاء الٱِصطناعي:
هنا، تتكرر الجملة الأولى الواردة في إجابة السؤال الخامس، ثم تأتي الإجابة الموجزة:
المراجع الدينية لها تأثير كبير في العديد من المجتمعات، وقد يكون لها دور في تشجيع الإصلاح السياسي. يمكن للقادة الدينيين أن يلعبوا دورًا في تشجيع المتظاهرين المسالمين وتقديم الدعم الأخلاقي لهم. كما يمكن أن يساهموا في الترويج للحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة.
ومع ذلك، من المهم أن تُحترم حقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أوجه هذه الإصلاحات. وفي نهاية المطاف، يجب أن تأتي الرغبة في التغيير من داخل المجتمع نفسه.

 

إلى هنا ينتهي الحوار مع الذكاء الٱِصطناعي، ونحن في الذكرى الرابعة لثورة تشرين الشعبية السلمية التي قادها الشباب العراقي في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق. ويبقى الحوار الفعلي، بين الذكاء الطبيعي للشعب العراقي وبين السلطات الغاشمة، هو العامل الحاسم في نجاح الثورة الشاملة ضد العملاء والخونة والفاسدين والمخربين واللصوص الذين جاءت بهم أمريكا وبريطانيا وإيران.

الذكاء الاصطناعيالعراقالفساد