منذ كارثة جسر الائمة 2005 و العراقيون ينتظرون الفرج الموعود

خالد ابراهيم

 

في صباح يوم الأربعاء 31/8/2005 توجه الآلاف من مدينة الصدر و الشعب و القاهرة و بغداد الجديدة إلى مرقد الإمام الكاظم لأداء مراسيم الزيارة عبر جسر الأئمة. و عند وصول الزحام ذروته على الجسر، إنطلقت إشاعة عن وجود شخص يرتدي حزاماً ناسفاً يوشك على تفجيره، مما أثار الذعر و الهلع بين الزائرين، و حدث تدافع شديد فوق الجسر الذي كان يعج بعوائق إسمنتية و حديدية و ضعتها قوى الأمن بشكل متعرج على الجسر لمنع مرور السيارات، الأمر الذي أدّى إلى حدوث حالات إختناق بين الزائرين مع سقوط البعض منهم تحت الأرجل، بينما قام البعض بِرمي نفسه في نهر دجلة أو سقط في النهر نتيجة التدافع، و قد أدّت هذه الكارثة إلى 1000 قتيل و 388 جريح.

 

و سارع الوزراء و المسؤولون إلى تبادل الإتهامات بالإهمال و اللامبالاة، و التنصل من المسؤولية. فقد طالب وزير الصحة عبدالمطلب محمد علي (من التيار الصدري) من وزيري الدفاع سعدون الدليمي (لم نجد معلومات عن إنتمائه لكتلة معينة في ذلك الوقت) و الداخلية باقر جبر صولاغ (من المجلس الإسلامي الأعلى) تقديم إستقالتيهما و تحمل المسؤولية كاملة، و لكن الدليمي و صولاغ نفيا بشكل قاطع مسؤوليتهما. و برر الأول ذلك بأن منطقة الكاظمية لا تقع تحت سيطرته، و إن مثل هذا التدافع يحصل في مكة المكرمة و في معظم المزارات الدينية، فيما حمّل الثاني من أسماهم بـالإرهابيين المسؤولية، قائلا: إن الحادث وقع بسبب إشاعة الإنتحاريين.

 

و قد أعلن الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني تعازيه للشعب العراقي واصفاً ما جرى بـالفاجعة، فيما أعلن رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري الحداد الرسمي 3 أيام. كما توالت برقيات التعزية و التعاطف من مختلف قادة و مسؤولي الدول العالمية و العربية و في مقدمتهم الرئيس الاميركي جورج بوش و الأمين العام للأمم المتحدة و مفوضية الإتحاد الأوروبي.

 

و أوضح عبدالمطلب محمد علي إن أي ضمير حي في هذا البلد بلا إستثناءات سيطالب بتحميل القوات المحتلة و قوات التحالف مسؤولية الملف الأمني و سيحمل وزارتي الداخلية و الدفاع اللتين لهما العلم في الوقت و الموقع الذي ستتم فيه الزيارة، لذلك كان لا بد من وجود تحوطات أمنية في حدود 30 كلم في طريق الزوار، مشيراً إلى أن مفارز الداخلية و مفارز الحرس الوطني كثيرة الآن لأداء مثل هذه التحوطات.

 

إستمر التخبط في المشهد السياسي و الوظيفي منذ تلك الكارثة و العراقيون يدفعون الثمن عبر الكوارث المستمرة التي تحصد أرواحهم و تبخس معيشتهم، آخرها كارثة حريق الحمدانية مساء يوم 26/9/2023، حيث إندلع حريق أثناء حفل زفاف في أحد قاعات الأفراح في مدينة الحمدانية بمحافظة نينوى شمالي العراق، و لقد لقى أكثر من 100 شخص مصرعهم و أصيب أكثر من 150 آخرين.

 

هذه الكوارث شملت جميع أفراد الشعب العراقي، الذين شاركوا في و الذين قاطعوا الإنتخابات و هم ينتظرون المعجزة الإلهية بالفرج الموعود لتخليصهم من هذه الكوارث، و سبحانه و تعالى يقول (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ، هود 117)، و أولى خطوات هذا الإصلاح المشاركة الإيجابية في الإنتخابات لإختيار الأصلح لقيادة الدولة بالطريقة الصحيحة.

العراقيونجسر الائمة