طارق الجبوري
في وقت تجري فيه الاستعدادات لاجراء انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجرائها في كانون اول المقبل , من حقنا كمواطنين ان نسأل ماالذي قدمته مجالس المحافظات سابقاً ؟ وهل ان اعادة الحياة لها بعد قرار حلها في 2019 استجابة لانتفاضة تشرين الخالدة يسهم في انصاف المحافظات ؟ ومن المستفيد من اعادتها ولماذا ؟!
وابتداءً لابد من توضيح مهم وهو اننا لسنا ضد مجالس المحافظات , بل نؤمن باهميتها لتحقيق نوع من اللامركزية في ادارة الدولة غير ان غالبية المواطنين يتحفظون عليها بصيغتها الحالية كونها كغيرها من السلطات الاخرى كمجلس النواب والوزراء وغيرهما صارت فرصة للمنفعة الشخصية وجمع المال واستحصال الامتيازات بمختلف انواعها .. ويكفي ان نعرف مقدار الرواتب والمخصصات لنعرف ان هذه السلطات تنهب المال العام بغطاء قانوني ..وان ليس هنالك دولة تحترم شعبها وتحرص عليه تقبل بقوانين تفصل على مقاسات السياسيين حتى اصبحوا طبقة متخمة بالسحت الحرام .. كنا نتمنى لو ان قانون مجالس المحافظات قد اعاد النظر برواتب اعضائه واعضاء المجالس البلدية والمخصصات التي يحصلون عليها ووضع سقف مقبول وشرعي اسوة بدول العالم المحترمه عندها لن يترشح لهذه المجالس الا من يفكر فعلا لتقديم خدمة للوطن والمواطن , اما ان يبقى راتب عضو المجلس عالياً واعتقد انه مساو لراتب وكيل وزارة او مدير عام فهو حافزلاحزاب السلطة الاسلامويه واتباعها للتشبث بها لتوسيع دائرة النهب والاستغلال على حساب جوع وحرمان الملايين من ابسط الخدمات ..التجربة السابقة لهذه المجالس سيئة لهذا طالب الشعب من خلال ابطال انتفاضة تشرين في 2019 بالغائها , غير ان احزاب السلطة وكما هي عادتها استسلمت في البداية ووافقت مرغمة على حل هذه المجالس ثم وبعد حوالي سنتين تقوم بحملة لاعادة هذه المجالس وبنفس الصيغة في تحد سافر لارادة الشعب .. لذلك فان فرص المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ضعيفة جداُ غير انها ستعود بالتزوير لنسب المشاركة في الانتخابات ونتائجها على حد سواء !! وكما قلنا فان تجربة مجالس المحافظات بصيغتها المحاصصاتيه وبرواتب اعضائها وامتيازتهم ’ فاشلة بكل المقاييس ولا يستطيع اي من اعضائها الادعاء بانها قدمت اي خدمة للمحافظات .اذن من المستفيد من اعادتها بهذه الصيغة ؟ والجواب بسيط انها احزاب السلطة وليس سواها لتقوية هيمنتها وفرض اراداتها اللاوطنية على المواطنين.
ومع احترامنا لبعض التيارات والقوى والشخصيات الوطنية التي اعلنت عن مشاركتها بهذه الانتخابات وامنياتنا لها بتحقيق نتائج تليق بتاريخها النضالي وتضحياتها , فاننا لانتوقع ان تحصل على مقاعد كافيه ليكون صوتها مؤثواً وفاعلاُ في اي مجلس .. بل ان هذه التيارات والشخصيات الوطنية سبق ان شاركت في اكثر من دورة انتخابية في مجلس النواب وكانت النتائج مخيبه للامال!!