ماجد زيدان
وضع حجر الاساس لتنفيذ مشروع الربط السككي بين البصرة – والشلامجة , قبل اكتمال ميناء الفاو , واعتبرته الحكومة العراقية مشروعا حيويا في المنطقة لنقل الزائرين والمسافرين باتجاه العراق.
هذا المشروع اثار الانقسام بشان المباشرة فيه وجدواه بين خبراء النقل والاقتصاد والسياسة وتمحوروا في محورين , المحور الاول مجموعة رسمية ترى انه يحقق فائدة للعراق وباشرت فيه ايران قبل ان ينطلق من العراق , وتعهدت بأنشاء جسر وازالة الالغام من الموقع وغيره من التسهيلات للإسراع في انجازه.
اما المحور الثاني وهو الاغلب الاعم والذي يضم مسؤولين سابقين وخبراء واكبوا الفكرة وهذه السياسية منذ طرحها في اوقات سابقة , فانهم يرون في المشروع استعجال لا مبرر له ويلحق ضررا في العراق , وتحديدا بميناء الفاو , ويقلص الفائدة من طريق التنمية الاستراتيجي , من بين هؤلاء وزير النقل الاسبق عامر عبد الجبار الذي قال في تغريده له ان هذا المشروع اطلاقة الرحمة على ميناء الفاو , وربما تنحصر الارصفة الى 15 رصيفا . اكثر من ذلك اكد ان الغريب الحكومة العراقية تحقق احلام ايرانية لربط ايران مع سوريا .
وقد تم تأكيد ذلك من قبل نائب الرئيس الايراني محمد مخبر الذي افصح ان هذا المشروع خطة استراتيجية لإيران والعراق , وتحول في منطقة غرب اسيا , وربط السكك الحديدية بين البلدين من شانه ان يكمل طرق النقل الدولية .. فماذا تبقى للعراق انه تحول الى مجرد ممر ” ترانزيت ” للبضائع القادمة من ايران وعن طريق موانئها , وغدا ستطالب دولا اخرى بهذه الميزة .
هناك امر واضح في العلاقة مع الجارتين ايران وتركيا اننا نخضع لسياساتهما واهدافهما الاقتصادية والسياسية من دون ان نتحسب للمصالح الوطنية ومراعاتها وبلا مقابل والامثلة على ذلك كثيرة , منها ان شط العرب زحف على الجانب العراقي اكثر من الفي متر وترفض الجارة تنظيفه , وهي تعد العدة لتوسيع موانئها في الجانب الاخر .
والاخطر والاكثر ضرارا ان الغموض يحيط بالاتفاق , و سيشكل وسيلة ضغط على البلد قبل اكتمال الميناء وتشغيله ووضوح الصورة , ولا يوجد مانع او عائق في هذا الربط غير المشروط من تحوله من قطار لنقل الركاب الى قطار لنقل البضائع , بل انه هكذا ,حسب ما يفهم من تصريحات المسؤولين في كلا البلدين , و ما يقلق تحول هذا الربط الى حرف لطريق التنمية لصالح ايران وما يمر عبرها من بلدان الشرق الى البحر الابيض المتوسط وبالتالي موت ميناء الفاو , وتقليص جدوى مشاريعنا و خصوصا اننا في ظل وضعنا الحالي , الذي لا افق قريب لتغيره ,ولا نتمكن من الصمود امام ضغوط الجوار التي ستطالب بالمعاملة بالمثل وقضم حصتها من الاقتصاد الوطني العراقي .