كابول (رويترز) –
قال مسؤول أمريكي كبير يوم الأحد أن مفاوضين من الولايات المتحدة وحركة طالبان بصدد التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحد من القتال ويسمح بعقد محادثات سلام شاملة بين الأفغان، وذلك بعد يوم من اقتحام قوات الحركة مدينة قندوز الاستراتيجية في الشمال.
وقال زلماي خليل زاد، الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان والذي يشرف على المفاوضات لصالح واشنطن، إنه سيتوجه إلى العاصمة الأفغانية كابول اليوم الأحد للتشاور بعد اختتام جولة المحادثات التاسعة من المحادثات مع طالبان في قطر.
وأضاف في تغريدة على تويتر ”نحن على أعتاب اتفاق من شأنه خفض العنف وفتح الباب للأفغان كي يجلسوا معا للتفاوض على سلام كريم ومستدام وعلى أفغانستان موحدة ذات سيادة لا تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها أو أي دولة أخرى“.
وجاء التعليق بعد يوم من قيام مئات من مقاتلي طالبان الذين اجتاحوا أجزاء من قندوز باستعراض كبير للقوة في المدينة، مما أطلق شرارة معارك بالأسلحة النارية وضربات جوية لطردهم. وكان مقاتلو الحركة اقتربوا مرتين من السيطرة على قندوز في السنوات القليلة الماضية.
ولم يخض خليل زاد في تفاصيل الاتفاق المتوقع أن ينسحب بموجبه آلاف من القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات من طالبان بألا تسمح باستخدام متشددين أفغانستان قاعدة لشن هجمات في الخارج.
وقال قيادي بطالبان مطلع على المحادثات ”سنعكف الآن على بحث تلك التطورات مع قيادتنا، بينما من المفترض أن يذهب زلماي خليل زاد إلى كابول ويبلغ القيادة الأفغانية بالقرارات التي تم اتخاذها في محادثات السلام“.
ولن ينهي الاتفاق من تلقاء نفسه القتال بين طالبان وقوات الأمن الأفغانية، لكن سيبدأ ما يعرف بمحادثات السلام ”بين الأفغان“، والتي من المتوقع أن تعقد في العاصمة النرويجية أوسلو.
بيد أنه لم يتضح ما إذا كانت طالبان ستوافق على التحدث بشكل مباشر مع حكومة الرئيس أشرف غني المدعومة من الغرب، والتي تعتبرها الحركة نظاما غير مشروع فرضه الغرب.
وقال بعض مسؤولي طالبان إنهم لن يوافقوا على إجراء محادثات مع المسؤولين الأفغان إلا بصفتهم الشخصية وليس كممثلين للدولة، وإنهم سيظلوا يعارضون الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر أيلول.
ولم يتضح ما إذا كان الاتفاق سيشمل انسحاب جميع القوات الأمريكية وعددها 14500 من أفغانستان أو كم ستستغرق مدة الانسحاب.
وهناك أكثر من 20 ألف جندي أجنبي في أفغانستان، يخدم معظمهم في إطار مهمة يقودها حلف شمال الأطلسي لتدريب القوات الأفغانية وتقديم العون لها. ويشارك آلاف من القوات الأمريكية أيضا في مهمة منفصلة لمكافحة الإرهاب بهدف قتال جماعات متشددة مثل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.