بملامح بدا عليها الحزن والتعب، أطل الممثل السوري سليم صبري على جمهوره بعد غياب عن الشاشة، من خلال لقاء مع الإعلامي عطية عوض، تحدث فيه عن الواقع المعيشي الذي يمر به في سوريا، وعن مرض زوجته الممثلة القديرة ثناء دبسي.
وقال: “اقترحت أن أعطيها عيني، ولكن طبياً قال لنا الأطباء إنه مستحيل، وأتمنى لو أستطيع فعل ذلك”.
كما أكد سليم صبري (81 عاماً) أنه لا يخاف لا من تقدم العمر ولا من الموت، مضيفاً أننا جميعنا سنموت كما ولدنا، مضيفاً أنه قام بشراء قبره وتجهيزه للحظة وفاته.
وتابع أنه يعيش حالياً على بعض الأعمال الفنية التي يؤديها، إضافة للراتب التقاعدي الذي يحصل عليه من نقابة الفنانين فقط.
موضحاً أن الراتب التقاعدي الذي يحصل عليه يبلغ 90 ألف ليرة سورية (35 دولاراً أمريكياً)، إضافة إلى 50 ألف ليرة سورية يحصل عليها شهرياً من نقابة الفنانين (19 دولاراً)، أي بما مجموعه شهرياً 140 ألف ليرة سورية (55 دولاراً أمريكياً).
وتابع: “أعيش على قدرة رب العالمين، والحمدالله لم أعش أياماً صعبة كثيراً، ولم أستطع تأمين ثروة أبداً خلال حياتي، فالثروة هي شيء آخر غير المال، هي أن تكون منفتح القلب وتحصل على حب واحترام الناس لك، وهذه هي الثروة التي جنيتها في حياتي”.
وقال سليم صبري في سؤال عن سبب غيابه عن الشاشة: “لا يجب أن تسألني، يجب أن تنظر إلى الوضع العام، الإنتاج خلال السنوات الأخيرة في سوريا ضائق جداً، الشركات المنتجة السورية ضعف إنتاجها وأصبح قليلاً، ولست أنا فقط، وإنما معظم الممثلين باتوا يغادرون سوريا للعمل في الأعمال الخارجية، ولكنني مصر على البقاء في البلد، وأرفض معظم الأعمال الخارجية، لست مستعداً للعمل خارج بلدي أبداً”.
وأضاف: “تعبت جداً من هذا الوضع، الصبر مفتاح الفرج، وأتمنى أن يتحسن الإنتاج في سوريا قريباً، ورغم ذلك، من المستحيل أن أفكر أن أهاجر إلى خارج سوريا، سأبقى في وطني ولن أغادر بأي شكل من الأشكال، مهما كانت الظروف، عُرض عليّ كثيراً السفر إلى أي بلد أريده في العالم، لكنني رفضت، ولدت وسأموت في سوريا“.
وأكد سليم صبري أن الممثل لا يتقاعد، مادامت لديه القدرة على الحركة، وحتى لو أصبح مشلولاً فإنه قادر على التمثيل مادام لديه الإحساس، فالتمثيل ليس الحركة فقط.
وتابع أن الأجور في سوريا ليست متدنية وإنما أكثر من متدنية، ولكن المسألة متعلقة بالإمكانيات، فإنها غير متوفرة.
الأجور التي تدفع لنا لا تتجاوز 10% من الأجور التي تدفعها لنا الدول الأخرى، ولكن علينا أن نكون راضين بسبب الظروف في البلد.
وأوضح أنه من المستحيل أن يتواصل مع المخرجين لطلب دور ما، وليس هناك لزوم لتذكيرهم بي، جميعهم يعرفونني، فأنا أعمل منذ 60 عاماً، والعديد من المخرجين لم يكونوا مولودين عندما كنت أعمل أنا في التمثيل، ولا ألومهم بسبب الظروف المختلفة لديهم.
وتابع: لا يوجد أي إنسان أعتب عليه، ولا أستطيع فرض نفسي أيضاً سواء على المخرجين الشباب أم غيرهم، فهم أحرار في اختياراتهم.
يعتبر سليم صبري أحد أبرز الممثلين السوريين، زوجته هي الممثلة ثناء دبسي، وابنته هي الممثلة السورية الشهيرة “يارا صبري“، وهو من مواليد دمشق 1941.
بدأ نشاطه الفني في عام 1962 من خلال التمثيل في العديد من المسرحيات، أبرزها: (مروحة الليدي وندرمير، وعرس الدم، والبرجوازي النبيل، والتنين).
فيما شارك في عدة أفلام أيضاً من بينها: (خياط السيدات، كفر قاسم، نسيم الروح).
في حين شارك في مئات المسلسلات السورية، أبرزها: “التغريبة الفلسطينية” للمخرج الراحل حاتم علي، وأيضاً مسلسل “الفصول الأربعة” الذي قدم فيه سليم صبري دوره الشهير “مالك الجوربار“، إضافة إلى مشاركته في مسلسلات أخرى شهيرة مثل: (باب الحارة، الولادة من الخاصرة، بروكار، على صفيح ساخن، زمن البرغوت، أهل الراية، أشواك ناعمة، أسياد المال، الخوالي، أبناء القهر، خان الحرير”.