علي حسين*
شيد ابراهيم الخياط لنفسه مكانة في قلوب كل من عرفه، يذهب الشاعروالانسان وتبقى طيبته وحكمته، كنت الجأ اليه عندما نقرر تكريم احد رموز الثقافة العراقية في بيت المدى، وكان آخر اتصال صباح هذا اليوم عندما تحدثنا عن الشاعر ناظم السماوي، وفي كل مرة لم أجد عنده سوى عبارة واحدة “على راسي “، لم تشغله الشعارات الباردة الجوفاء، ولا المعارك الصغيرة، بل استطاع ان يملأ اتحاد الادباء بالطيبة والعفوية والسعي لتحقيق الافضل.
سيظل ابراهيم واحدا ممن سعوا الى اضاءة دروب هذا البلد، ليتحول الشاعر القادم من ديالى بعد ان فتك الارهاب باقرب الناس اليه، الى شعلة من النشاط والحيوية والطيبة والتسامح.
اختار حياته على طريقة الشعر .. موزاييك من حكمة العراقيين وروحهم العميقة واصرارهم على مواجهة الصعاب ..
حالة الحزن التي عمت الجميع بعد سمع خبر الرحيل، هي نفسها التي جعلت من ابراهيم الخياط شاهقا على رأس كل عمل وطني وانساني يعيد للعراق بهاءه.
*كاتب عراقي والمقال عن رحيل الامين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق ونشره في صفحته على الفيسبوك